هجرة الشباب إلى المجهول..!!
لا أظن أن بلدنا بهذا السوء حتى يتعرض شبابنا للأذى وهم يحاولون الهجرة لأية دولة من دول العالم.. لا أعتقد أن الظروف الاقتصادية التي يعيشها الشعب السوداني بهذه الدرجة من السوء التي تجعل أولئك الشباب يفكرون في رحلة المجهول لأرض المجهول بأرض الله الواسعة.. ولا أظن أن هناك مواطناً سودانياً لم يحصل على طعامه أو بات من دون عشاء.. نحن ما زلنا نجعل من بلدنا أسوً البلدان، لذلك يكون تفكيرنا هو السعي للخروج إلى أية أرض.
لقد سمعت من مسؤول في السفارة بالقاهرة التي نزورها هذه الأيام كوفد إعلامي أن حال الشباب السوداني يرثى له، لقد بدأوا في بيع أعضائهم بـ(تراب القروش) حتى يتمكنوا من الهجرة إلى بلدان أخرى، فمصر أصبحت منطلقهم إلى أوروبا وأستراليا وبريطانيا وغيرها من دول العالم التي أصبحت بالنسبة لهم غاية لتحقيق آمالهم ومستقبلهم الزاهي.
في القاهرة تحدث القنصل العام “خالد الشيخ” عن أن السودانيين وفدوا إلى القاهرة بغرض الهجرة إلى دول أخرى، ما يعرضهم لمخاطر الوقوع في براثن عصابات البشر أو الموت في عرض البحر، ومنهم من اتخذ القاهرة منطلقه إلى إسرائيل التي أصبحت طاردة بالنسبة لهم، فكثيرون كان مصيرهم الموت أو تعرضوا للاعتقال من جانب السلطات الأمنية المصرية.. وقد سمعنا عن حال شبابنا الذين ودعوا أهلهم ووعدوهم بالمستقبل الزاهر، لكن كلها أماني تتكسر أمام العصابات.
لقد ترك شبابنا الأمن والأمان في بلادهم وباعوا ما يملكون، لكنهم واجهوا المصير المجهول، فلا هم استقروا في بلادهم ولا وصلوا لأمانيهم.. إن هجرة الشباب إلى أوروبا أو إسرائيل ضياع لهم، فلابد أن تتخذ السفارة السودانية بالقاهرة إجراءات قاسية تجاههم وأن تتشدد السلطات الأمنية ووزارة الداخلية والجوازات أيضاً وتمنعهم من السفر ما لم يكن لديهم مبلغ مالي يسمح بخروجهم إن كان السفر بغرض السياحة خاصة إلى مصر.