سأنتصر لكبريائى
والآن لم يتبقَّ لنا سوی أشلاء ذكری تطوف بأنحاء الذاكرة بين حين وآخر… بل ليست سوی ذكری تعصف بالذاكرة نحو الموت تارة ونحو الحياة تارة أخری… ولا عجب… فالذكری التي تدور حول كوكبك السادي يغلب عليها الألم لذا لا غرو أنها تمنح الموت بلا مقابل… والأخری هي خيط رفيع يحمل ما أعطيته أنا وما كان مقابله سوی الترحاب… لذا أصبح لزاماً عليَّ أن أمنحها موتاً سريعاً غير هذا البطء الذي يسري عبر عروقي مثل كهرباء القری… البدايات دائماً ما تكون أقوی… والنهايات تكون باهتة كعروس مات زوجها ليلة العرس… أما ما بين هذا وذاك فهو الذي نخون به الألم حينما نقنع أنفسنا بفرح عقيم…نتمرد علی واقع لا خيار لنا فيه سوی التمرد… ونخرج معاً في انتظار ابتسامة قادمة أو ربما عشق سيأتي إلی أن (يمشط القلب البيضا بالزرقا) ونجد أنه لا جدوی من هذا الهراء الذي ننتظر…ثم نخرج بهزيمة نكراء تحمل في رحمها توائم الهزائم الأخرى..
تعود في دمي أنت تارة أخری… تغازل الروح خفية وأتمرد أنا عليك.. ولكنه ليس ذلك التمرد الدافئ…إنما هو العنف بعينه.. والثورة ضد نظام ظل يحرك أصابع القلب كيف ما شاء دون أن ينفق من كبريائه ولا أنفته ولا حتى نبضه قيد أنملة… وحينما تكون الثورة ضد نظام جائر مثل هذا الذي ظللت تحكم به القلب لعمر مضی… تكون العاصفة التي تلي الهدوء… ويكون الجيش الذي لا يعرف الهزيمة…لذا فإني أعلنها داوية… سأقود هذا الجيش الذي كان تحت إمرتك ذات عشق… وسأهزمك مراراً وتكراراً لأنتصر لكبريائي… ورغم يقيني التام بأنني سأهزم قلبي قبلك…إلا أنني سأظل راضية بالنتيجة. طالما الانتصار للكبرياء. والكرامة…