الانتخابات تعطل دولاب الدولة!!
تعطل دولاب العمل تقريباً بسبب انتخابات 2015 وحملة رئيس الجمهورية وهي الحملة الوحيدة الموجودة على الساحة رغم تنافس الأحزاب السياسية الموالية للحكومة على هذه الانتخابات، ولا نحس بأن هناك حملات انتخابية لتلك الأحزاب ربما لأنها ضمنت مقاعدها في البرلمان القادم بعد تنازل المؤتمر الوطني لها عن بعض الدوائر الانتخابية سواء أكانت بالمركز أو الولايات، ولكن الملاحظ أن أعمال الدولة ربما تعطلت تماماً لأن عدداً من المسؤولين ظلوا مرافقين لرئيس الجمهورية في حملته الانتخابية التي يطوف فيها معظم ولايات السودان المختلفة مبشراً ببرنامجه الانتخابي.
فنحن إن كانت حملة انتخابية أو عيداً من الأعياد أو إذا حل علينا شهر (رمضان) أو نزل المطر أو حل الخريف كل شيء في السودان تجده قد تعطل تماماً حتى على مستوى الأسر إن كانت هناك مناسبة زواج بنت أو ولد فكل شيء يتوقف لما بعد انتهاء العرس أو المناسبة، هكذا الدولة الآن إذا أردت أن تجري حواراً مع مسؤول أو وزير يقول لك أترك الأمر لما بعد الانتخابات، وإذا أردت أن تجري أية معاملة مع جهة ما يقال لك أتركها لما بعد الانتخابات، فالانتخابات الآن نعلق عليها أي عمل نريد انجازه وحتى إذا ما انتهت الانتخابات وأردت مسؤولاً يقول لك انتظر حتى تشكيل الحكومة، وإذا ما شكلت الحكومة يقولون لك إلى حين تجهيز المكتب أو المكاتب، كل شيء عندنا عديم الفائدة والقيمة، ونحن نضيع الوقت بدون فائدة فما الذي يمنع أن يستمر العمل موازياً للحدث. أذكر عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية أو العراقية الكويتية سألت أحد المراسلين العراقيين كان يعمل بالسودان حول كيف يوفقون ما بين الحرب وبين الحياة اليومية فقال لي لو تركنا أي شيء حتى تقف الحرب لأصبحت “العراق” دولة يسكنها الأشباح ولذلك كل شيء يسير في طريقه، فالحرب في طريقها والبناء والاعمار في طريقه. لا ندري متى يستفيد السودان من تجارب الدول المجاورة ليفصل ما بين هذا وذاك، فالانتخابات تسير بطريقها ودولاب الدولة يسير بطريقته أو يجب الفصل بين الاثنين وإلا ستأتي الأجيال القادمة ويكون مصيرها نفس مصير السابقين، لابد أن نضع منهجاً جديداً نفصل ما بين مناسباتنا ودولاب الدولة كل يسير في اتجاهه.