شهادتي لله

سادتي..تريثوا.. تنفسوا

 لا أرى سبباً وجيهاً ومقنعاً لما طرأ مؤخراً على الساحة السياسية من توترات ومخاشنات شفاهية في شكل تصريحات بين قيادات من (المؤتمر الوطني) وآخرين من تحالف المعارضة. منطلق الملاسنات هو (مقاطعة) بعض الأحزاب والقوى السياسية للانتخابات المزمع دخولها مرحلة الاقتراع الشهر المقبل!
فقد كان معلوماً للمؤتمر الوطني أن عدداً من أحزاب المعارضة وعلى رأسها حزب الأمة القومي، والحزب الشيوعي السوداني بالإضافة للمؤتمر  الشعبي – رغم التعويل الذي كان سائداً على دخول الأخير في الانتخابات – كان معلوماً أنها ستقاطع العملية برمتها.
بل إن الرئيس “البشير” – نفسه – عندما وجهتُ إليه سؤالاً مباشراً في رحلة العودة من الإمارات عن ضعف مستوى المرشحين للرئاسة في هذه الجولة الانتخابية مقارنة بانتخابات العام 2010، وقلت له إن السيد “الصادق المهدي” وآخرين كباراً كانوا مرشحين بها ضد سيادتك، قال لي: (لقد انسحب “الصادق” من الانتخابات الفائتة قبل يومين من التصويت، ولو كان موجوداً الآن في السودان لما ترشح أيضاً في هذه الانتخابات).
إذن لا مبرر للتوتر والهجوم على المعارضين (المقاطعين).. فهم أحرار في مواقفهم، ترشحوا أم لم يترشحوا، وما دام هناك (42) حزباً مشاركاً في الانتخابات الجارية، فعلام القلق؟!
نبرة الضيق التي تظهر من بعض تصريحات المسؤولين تكشف عن عدم ثقة وتقدير لحقيقة وجود وجماهير هذه الأحزاب الـ(42) !!
الانتخابات في أمريكا – الدولة العظمى في العالم – يتنافس فيها، بصورة أساسية، على كرسي الرئاسة ومقاعد الكونغرس، حزبان فقط هما (الجمهوري) و(الديمقراطي)، بينما يخوض انتخاباتنا (عشرات) الأحزاب، ورغم ذلك هناك (عشرات) أخرى مقاطعة!!
أما ما يردده البعض عن (خلايا نائمة) ومجموعات حزبية.. (شيوعية) أو غير شيوعية ترتب لتخريب الانتخابات، أو منع الناس أو تحريضهم على عدم الذهاب لصناديق الاقتراع، فهذا مما لا يعتد به من معلومات.
فمثلما للحزب الحاكم ومؤسساته من مصادر معلومات، فإن للصحافة أيضاً مصادرها وأنوفها التي كثيراً ما (شمَّتْ) وسبقت، وتنبأت بأحداث جسام وقعت في هذا البلد، وقبلها قللت السلطة بل سخرت من إمكانية حدوثها، لأنها تفترض أنها – وحدها – من تملك (كل) المعلومات !!
التخريب متوقع بطبيعة الحال في مناطق الحرب، وهو يحدث كل يوم، وليس مرتبطاً بقيام انتخابات أو عدم قيامها.
غير أنني لا أتوقع بل لا أتخيل استهدافاً (حقيقياً) للعملية الانتخابية في الخرطوم مثلاً، أو مدني أو الحصاحيصا أو مروي أو بورتسودان أو الأبيض أو غيرها من المدن والقرى والفرقان الآمنة.
درجة (سخونة) الانتخابات – دائماً – هي التي تحدد درجة ومستوى التهديدات (الأمنية) لها.
(سبت) أخضر .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية