ولنا رأي

ليبيا فتحت!!

أحسنت القيادة في ليبيا برفع حظر دخول السودانيين إلى أراضيها، فحينما عرف السودانيون الاغتراب كانت ليبيا واحدة من الدول التي هاجروا إليها وساهموا في بنائها ونهضتها، وما زالت هناك أسر موجودة بها منذ أن فتح باب الهجرة إلى الدول العربية.. فإذا كانت قطر والإمارات والسعودية ملاذاً لعمل السودانيين فإن ليبيا في مقدمتهم.. ولم يشكُ المواطن السوداني من اضطهاد في ليبيا ولم يحس بالجوع أو المرض أو الفقر حتى ولو لم يعمل فهو يعيش في بحبوحة من العيش.. فالحياة فيها هنيئة وهادئة ورخيصة، صحيح كل من ذهب إلى ليبيا لم يعد بمال، كما هو حال السودانيين في ديار الغربة المختلفة، ولكن عرف السودانيون مالطا ومعظم المدن التي يذهبون إليها عبر ليبيا كما عرفوا تجارة السيارات والتشليع وربحوا منها مالاً كثيراً.
إن المواطن السوداني في أي دولة محل فخر وإعزاز لوطنه؛ ولذلك حينما اتهم المواطن السوداني مؤخراً بعد رحيل “القذافي” بمساندة بعضهم لنظامه قبل الرحيل كلها افتراءات وأكاذيب حاولت أن تنسجها بعض الجاليات التي تحاول أن تعيش في المياه العكرة حتى يخلو لها الجو ولتتربع على مقاعد السودانيين المخلصين في أعمالهم والنزيهين يداً ولساناً.
إن اتخاذ القيادة الليبية قرارها بعودة السودانيين وفك الحظر عن دخولهم إلى أراضيها أو العمل فيها دليل على أن هناك أصابع حاولت أن تلوث سمعة السودانيين بافتراءات لم يغترفوها، فالمسؤولون الليبيون والمواطنون كذلك يأمنون السوداني أكثر من أن يأمنوا بني جلدتهم، فقد خبروهم كيف يحافظون على أسرارهم وعلى أسرهم.. أدخلوهم بيوتهم وأدخلوهم متاجرهم وائتمنوهم على ملايين الدولارات فكانوا خير مؤتمن.. ولكن الحسد وغيرة الشعوب الأخرى تحاول النيل من هذا الشعب ومن أبنائه، ولم تكن ليبيا وحدها فهناك العديد من الدول العربية التي يحاول البعض تلويث سمعة السودانيين فيها.. فأهل قطر يحترمون العمالة السودانية ويضعونها في مقدمة الشعوب التي يتعاملون معها، وكذا الحال في المملكة العربية السعودية التي شهدت بأمانتهم، وما قصة الراعي السوداني الذي اؤتمن على قطيع الأغنام وكانت قولته الشهيرة ماذا يقول لصاحب القطيع إذا أعطى أولئك واحدة منهن دون علمه أو أين يذهب من الله فهو الرقيب عليه، وكم من سوداني ترك حقوقه ولم يأخذ حقوق الآخرين، ولذلك يجب أن يعلم المسؤولون في دول الجوار العربي أن السوداني مصدر فخر وإعزاز لهم، وليس مصدر إزعاج أو قلق أو توتر.. وإذا كانت القيادة في ليبيا تراجعت على قرارها برفع الحظر عن دخول السودانيين إلى أراضيها فلتعلم أن هناك سودانيين لو كانوا في دول أخرى لمنحوا جنسيتها فلتطمئن القيادة في ليبيا أن السوداني لن يطعنها من الخلف ولن يغدر بها فافسحوا لهم المجال ليعيدوا معكم بناءها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية