ولنا رأي

هل انتهت فترة عمل "المرضي التجاني" أم أقيل؟!!

أصدر وزير الصناعة “السميح الصديق” قراراً بتكليف السيد “عبد السيد طه” عضو منتدباً لشركة كنانة نسبة لانتهاء فترة المنتدب السابق الدكتور “المرضي التجاني” هذا ماجاء في بعض صحف الأمس، ولكن قرار وزير الصناعة يشتم من ورائه أمر آخر، فكيف تنهي فترة انتداب مدير شركة كنانة “محمد المرضي التجاني” في مثل هذه الظروف ودون أي مقدمات عدا ما قيل إن فترة عمله قد انتهت، وإذا كانت فترة عمل الرجل قد انتهت فهي لا تحتاج إلى أي ضجة إعلامية كما حدث خلال اليومين الماضيين والجدل الذي دار بأنه منع تيم المراجعة من مراجعة حسابات الشركة.
ليست لديَّ أدنى معرفة بالعضو المنتدب “محمد المرضي التجاني” ولم ألتقه إلا مرة واحدة في أحد المؤتمرات، ولكن المشكلة أن السودان بدأ يفقد يوماً بعد يوم أبناءه المميزين في مجالاتهم، فكم فقدنا من الخبرات مهندسين أو أطباء أو غيرهم ممن تشربوا بالعلم والمعرفة والخبرة.
لا ندري لماذا يُحسد دائماً الناجحون في عملهم، لا ندري لماذا يستهدف أولئك، لقد صرفت الدولة دم قلبها لتأهيل أبنائها في شتى المجالات سافروا إلى أمريكا وإلى بريطانيا وروسيا والصين وغيرها من دول العالم ليكتسبوا العلم والمعرفة ولكن بقدرة قادر نجد من يكيل لهؤلاء العداء ويتربصون بهم، فإما أن يجبروهم على مغادرة الموقع بالاستقالة أو بالإقالة.
فالدكتور “محمد المرضي التجاني” واحد من أولئك، فكيف تفرط الدولة في رجل وهب نفسه لخدمة الوطن في واحد من أهم القطاعات، قطاع السكر، لقد ظل يعمل الرجل في صمت فلم يلتفت لقيل وقال، واستطاع أن يحافظ على أهم سلعة يحتاج لها المواطن ألا وهي سلعة السكر، استطاع أن يكسر الحصار المضروب على السودان في قطع الغيار لهذه الصناعة بطريقته التي لم يعرفها أحد.
كم لدينا من الخبراء والمهندسين في هذا المجال؟ كم لدينا ممن لهم معرفة بالعالم الخارجي وكيف استطاعوا أن ينجحوا في توظيفهم لخدمة هذا الوطن.
إن مشكلة مدير سكر كنانة لم تكون بسبب انتهاء فترة عمله فالأمر يحتاج إلى تمحيص وتدقيق وقراءة ما وراء القرارات التي تصدر.
إن “المرضي التجاني” سوف تستفيد منه دول أخرى بينما يكون السودان قد خسر أبناً من أبنائها وخبرة من خبراتها المتراكمة والطويلة.. فلنستعد إلى الأزمة التي ستطال قطاع السكر خلال الفترة القادمة، ويجب ألا نعض أنامل الندم عندما ينهار قطاع السكر ونعود من جديد للبحث عن وقية سكر لنشرب بها الشاي أو القهوة.
نحن لا ندافع عن “المرضي” إلا من أجل المصلحة الوطنية وهو أيضاً واجبنا كإعلام أن نحافظ على خبراتنا وأن لا تكون الصراعات والأهواء والمصالح هي التي تفقدنا مثل هذه العناصر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية