كنانة
يلتئم اليوم اجتماع مهم لمجلس إدارة شركة سكر (كنانة) والذي أرجو وآمل أن يأتي مثمراً وهادفاً ومعالجاً لكثير إشكالات حقيقية أو متوهمة طغت على هوامش ومتون سيرة هذا الصرح الاقتصادي الكبير والناجح وأحد أهم علامات ومحفزات إيجابيات التعاون العربي في المجال الاقتصادي والاستثماري وقد جرى العرف والعادة أن تنعقد مثل هذه الاجتماعات وتنفض دون أن تلفت انتباه أحد لأن (كنانة) ظلت مستقرة وبعيدة عن التجاذبات والطرق الإعلامي السالب منذ عهد الرئيس “النميري” وحتى وقت قريب في عهد الإنقاذ الحالي.
مثل هذه المؤسسات ولطبيعة شكل الشراكات بها ولتعدد المساهمين ولتنوع فرص وصلاحيات كل شريك تتم فيها معالجات وجهات النظر وتباين الآراء والتقييم بالكلية للمشروع والتجربة بطريقة تراعي خصوصية مثل هذه الصروح لأن أي تدخل ومعالجة غير حكيمة لن تضر شخصاً أو شخصين أحسنا أو كانا من المسيئين لكنها تضر بالإجمال توجهات مستقبل العمل الاقتصادي في هذا المجال حينما تجد بعض الدول لنفسها عذراً بعدم التورط في شراكة لا تراعي حصتهم وأنصبتهم كثرت أو قلت فضلاً عن البيئة المحيطة بنوع الاستثمار حينما يتم تقويض الثقة بالاغتيال المعنوي للأشخاص وطلاء سيرهم بألوان التفسيد السوداء وهي موضة رائجة هذه الأيام.
لست أدافع عن شخص، ولست مهموماً كثيراً بأن يبقى العضو المنتدب لكنانة أو يذهب، فالمنصب دولة بين الناس وإن بقي فيه بإلزامية قرار السلطات فإنه منزوع منه ولو بعد حين بالموت ولكن ما ظللت في مواقع كثيرة ومنابر ادعوا أن نتحرى في مثل هذه المواقف بقدر من الرصانة نمايز فيه بين ضرورات الإصلاح العام والاقتصادي ومحظورات الهدم بحزازات النفوس، وإشكالات الكيد والحسد.
إن (كنانة) علامة من علامات هذا الوطن، وشارة من شارات عزه ونصره ، وهي في كل ظروفها وأحوالها وإلى جانب دلالاتها الاقتصادية فهي من بعد ذلك نقطة مضيئة على طريق تعاون السودان وحسن صلاته مع أصدقائه وأشقائه العرب والذين استودعوا في قطاع السكر ثقتهم، وأموالهم وغير قليل من دعمهم السياسي وهذه قيم وقيمة إضافية لجوانب الفائدة العائدة على بلادنا من هذا المشروع الإستراتيجي فليس كل الأمر يقاس بكم أنتجنا من الجوالات وكم صدرنا.
مثل هذه المؤسسات تساس فيها الأمور بالنظر إلى أبعاد أبعد من مجرد النظر تحت الأقدام في اللحظة الراهنة وأعتقد والله أعلم أن أيما اهتزاز في كامل منظومة صناعة السكر بالبلاد سيعني ببساطة أن مافيا التخريب الوطني تقوض الآن أقوى قطاعاتنا الاقتصادية، والتي يسعى البعض لجعلها ساحات لممارسة العنتريات وإدارة الشأن العام بأسلوب نزق العوام دون تبصر او احتساب دقيق للمكاسب والأضرار الاقتصادية والسياسية في أمور كان يمكن أن تحسم بقليل ويسير من التريث و(عدم الخفة) وقبل هذا كله التيقن بأن قطاع السكر وصناعته في السودان يجب أن يحصن بالأجواء الصحية والدعم وليس العكس يا وزارة الصناعة !!!