ولنا رأي

هل يعاقب الشخص بجريمة غيره؟!

لا أحد يعاقب بجريمة غيره، ولا أحد يحاسب أو يكافأ بما فعله الآخرون.. والمثل السوداني يقول (كل شاة معلقة من عرقوبها أو من عصبتها)، بمعنى أن كل إنسان يسأل عما فعله هو خيراً أو شراً، ولكن بعد أن بدأت الحريات وبدأ يتكشف الفساد انقسم الناس فيما يتعلق بالاتهامات التي طالت عدداً من المسؤولين بمكتب الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، فالبعض يطالب “الخضر” بتقديم استقالته، وآخرون يرون أن (كل شاة معلقة من عصبتها)، فالسيد الوالي هو الذي كشف حالة الفساد وقدم الملف للجهات المسؤولة بوزارة العدل. وهذا يعني أن السيد الوالي لم يكن مفسداً ولم يحابِ المفسدين أو يتستر عليهم طالما رفع الأمر للجهات المسؤولة.. والدكتور “الخضر” الذي تخرج في كلية البيطرة جامعة الخرطوم لم يلتحق بالعمل في أية وزارة من وزارات الدولة منذ تخرجه وآثر العمل في القطاع الخاص ودر عليه أموالاً وليس في حاجة إلى مال الدولة، فقد أصبحت له مزارع للدواجن والأبقار والبرسيم يستطيع أن يحقق من خلالها كل ما يتمناه، ويشهد له الكثيرون بالورع والتقوى وعفة اليد واللسان، لذلك إذا كان هناك مفسدون فليس من العدل أن يتحمل الآخرون الجرائم التي ارتكبوها في غياب الضمير وليس رقابة المسؤول، فمن لم يراقب الله في عمله فلن تنفع مراقبة المسؤول.. و”الخضر” لم تظهر عليه بوادر النعمة أو السرقة حتى يوضع مع المتهمين ولم يتستر عليهم حتى يقال إن السيد الوالي يقتسم الفائدة معهم ويُطالب بتقديم استقالته أو تقديمه للعدالة، فهناك جرائم كثيرة ارتكبت، وهناك أشخاص قبل هذا الانفتاح الذي نعيش فيه ارتكبوا الجرائم ولكن لم يقدموا إلى المحاكمات، ولم يطالبهم أحد بتقديم استقالتهم.. فهل يصبح الدكتور “عبد الرحمن الخضر” كبشاً للفداء؟ وأين الكباش الأخرى التي ارتكبت العديد من الجرائم ولم تطلها يد القانون وحتى الصحف آثرت الصمت، وهناك من وقف مدافعاً عن أولئك.. نحن لا نقف مع المفسدين ولا ندافع عنهم، ولكن في نفس الوقت ينبغي أن نفرق بين الصالح والمفسد.
نذكر في وقت مضى أن الدكتور “شريف التهامي” كان قد عين وزيراً للري في السنوات الأولى للإنقاذ، وفي واحد من العطاءات بالوزارة قيل إن أحد أبنائه قد حصل على أحد العطاءات فقامت الدنيا ولم تقعد، ولا ندري هل قدم الدكتور “التهامي” استقالته أم أجبر عليها؟ والفساد لم يكن في الوزارات أو المؤسسات، بل أيضاً يطال الصحف، ولكن لم يتجرأ أحد على كشف أحد قام بسرقة مال الإعلانات أو مال المطابع.. لماذا لا يتحدث الصحفيون عن الفساد الذي يقع في مؤسساتهم؟ لماذا يغطون على بعضهم البعض ويحاولون أن ينالوا من الآخرين فالفساد هو الفساد إن كان في وزارة أو في مؤسسة أو في صحيفة؟!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية