ولنا رأي

المواطن ليس في حاجة لندوات سياسية!!

لا حديث هذه الأيام إلا حديث الحوار الذي أطلقه رئيس الجمهورية مؤخراً ونادى بإجرائه مع كل القوى السياسية والأحزاب، ولا حديث للأحزاب السياسية الآن إلا استمرار هذا الحوار بدون قيود أو شروط مع الكافة، ولكن القوى السياسية والأحزاب كلما بحثت عن قيد أو شرط من الحكومة تجد الحكومة قد نفذته من قبل كإطلاق سراح الموقوفين وحرية الرأي والتعبير ومشاركة الحركات المسلحة في الحوار مع ضمان سلامتها.
إن الأحزاب السياسية مجتمعة ولا يشذ منها حزب كلها تعمل من أجل مصالحها وكيفية الوصول إلى كراسي السلطة عبر الندوات والليالي السياسية وكلها (طق حنك) بسببه يجد السياسي نفسه وزيراً أو مسؤولاً كبيراً في الدولة يعيش من موائدها يعطل نفسه عن العمل غير هذه السياسة التي يسترزق منها بينما يترك عمله الأساسي إن كان طبيباً ترك مهنة الطب وإن كان مهندساً ترك الهندسة وإن كان حداداً ترك الحدادة أو النجارة أو غيرها من المهن التي خلقه المولى عز وجل لها ولكنه آثر أن يعمل في مهنة تدر عليه مالاً كثيراً وجاها وسلطة، ولكن المواطن المسكين ما الذي يجنيه من هذا السياسي، ما الذي يقدمه له السياسي من حيث المأكل والمشرب والملبس.
يطالب رؤساء الأحزاب الآن بالحرية الكاملة للتعبير عبر ندوات في الساحات أو داخل دور الأحزاب، والمواطن المسكين ماذا يستفيد من تلك الندوات وهو لا يملك عيش أولاده ولا الدواء ولا مصاريف المدارس ولا حق المواصلات التي يذهب بها إلى ندوة سياسية يقيمها الدكتور “غازي صلاح الدين” في أمبدة، أو “ساطع الحاج” في الجريف، أو دكتور “كمال محمد عثمان” رئيس حزب السودان الجديد في الثورة، أو رئيس حزب الرباط في الكلاكلة أو غيرهم من رؤساء الأحزاب، ما الذي يجنيه هذا المواطن ورئيس الحزب لم يفكر في هذا المواطن الذي أنهكته ظروف الحياة وجعلته يلهث يومياً وراء لقمة العيش له ولأبنائه؟.
إن الحياة لم تعد كما كانت في السابق ولم يكن المواطن خالي البال ليكون متفرغاً للاستماع إلى الندوات والليالي السياسية إبان الديمقراطيات السابقة الأولى أو الثانية أو الثالثة، فالناس وقتها كانوا متعطشين إلى الحرية لأن المأكل والملبس والمشرب والعلاج والمدارس لم تكن شغلهم الشاغل، والحياة وقتها كانت هانئة ليس فيها ما يزعج المواطن، ولكن الآن إذا أراد المرء أن يذهب الآن إلى المستشفى لابد أن تكون معه ملايين الجنيهات وكذلك التعليم وغير ذلك من أمور الحياة المختلفة لذا فإن على رؤساء الأحزاب أن يفكروا في حياة المواطن الحالية قبل أن يفكروا في إقامة الندوات والليالي السياسية فهذه ما عادت تهمه فما يهمه كيف يجد لقمة العيش والحياة الكريمة؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية