ولنا رأي

خمسة وزراء يفاجئون الحارة (20) نهاراً!!

لبيت الجمعة الماضية الدعوة التي قدمها لي الأخ “يوسف عبد المنان” مستشار هيئة تحرير الصحيفة لتناول وجبة الإفطار معه.. وقتها لم أعرف الغرض من تلك الوليمة ومن المدعو لها.. وهل هي خاصة بالإخوة الصحفيين؟ أم مناسبة خاصة بالأخ “يوسف”؟! وقد تهت عن منزل الأخ “يوسف” بالثورة الحارة (20)، ولولا الموبايل لعدت إدراجي، وبعد عدة اتصالات وتمشي يمين وتتجه جنوب ثم غرب وصلت.
عندما وصلت المنزل كان هناك (صيوان) صغير منصوب بين (الحوش) والصالون.. دخلت الصالون وكان مليئاً بالرجال، ووجدت عدداً من أهلنا بكردفان.. في بادئ الأمر لم أتبين الأشخاص، ولكن بعد برهة وجدت نفسي وسط ربع الحكومة.. كان والي ولاية الخرطوم الدكتور “عبد الرحمن الخضر”، والأستاذ “عبد الواحد” وزير الداخلية، و”حاج ماجد سوار” الأمين العام لشؤون المغتربين، ووزير الدولة بالاستثمار “علي تاور”، ووزير الثقافة “الطيب حسن هارون”، وعدد كبير من قيادات الدفاع الشعبي بولاية جنوب كردفان.
ما يميز هذا اللقاء أن الجميع بسطاء، حتى في ملبسهم كانوا عاديين، لم يلبسوا الثياب الفاخرة والعمائم البيضاء ناصعة البياض ولا (المراكيب) الفاشرية أو الأصلة أو النمر، كانوا قمة في السلطة ولكن أيضاً قمة في البساطة والتواضع، وحتى منزل مقدم الدعوة الأخ “يوسف عبد المنان” لم يكن بالفخامة كما كان الأخ “مصطفى أبو العزائم” الذي (ركب الستائر الجديدة) و(فرش العفش الجديد).. الأخ “يوسف عبد المنان” رجل بسيط حتى في تعامله مع الآخرين.. دائماً تجده يتمتع بالبساطة، لذلك كانت الجلسة بسيطة، والجميع كانوا يتعاملون ببساطة من غير تعالٍ كما نشهد في كثير من المناسبات.
الأخ “يوسف” أكرم ضيوفه وأهله، فذبح كبشاً أملح، وقدم أجود أنواع وأصناف الطعام، ولم ينس أكل أهله في كردفان، فجاء بـ(الكول) الذي لم يأكله إلا الأخ “حاج ماجد سوار” واستمتع به، بينما نأى الوالي عنه رغم أنه عاش بدارفور وكردفان فترة من الزمن.
بعد الطعام الشهي، تحدث المجاهدون من منسوبي الدفاع الشعبي والذين كانوا يحمون الحمى ويدافعون عن ثغرة جنوب كردفان، تحدثوا بشيء من المرارة عن مطالبتهم بسداد قيمة تراكتورات كانت قد منحت لهم هدية في احتفال أقامه والي جنوب كردفان السابق “أحمد هارون” تكريماً لهم وللدور الذي قاموا به بالمنطقة طوال العشرين عاماً الماضية، وقالوا إن البنك الزراعي طالبهم بسداد قيمة أقساط التراكتورات أو إعادتها للبنك.
فالمجاهدون ظنوا أن الحكومة (فكتهم عكس الهوا) بعد أن استنفدت طاقتهم السنين الماضية.. ولكن السيد الوالي الذي لا ناقة له ولا جمل في الموضوع (دق صدره)، ووقف بقوة لمعالجة الموضوع مع الولاية والدفاع الشعبي والبنك الزراعي، وهذه شهامة من السيد الوالي، وكذلك وزير الداخلية وكل المسؤولين والوزراء في هذه الحكومة أبدوا نيتهم في معالجة الموضوع حتى لا يظن أهل أولئك المجاهدين أن الدولة لم تقف مع من وقف معها في الحارة.
وفي ظني أن الأخ “يوسف عبد المنان” لعب دوراً مهماً في معالجة قضية مهمة، كان بالإمكان أن تقود أولئك المجاهدين إلى التمرد كما تمرد آخرون بسبب مثل تلك المرارات.. ويا ليت هناك أمثال “يوسف”، لاستطعنا إيقاف نزيف الدم والحرب التي يكون اشتعالها من مستصغر الشرر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية