رأي

تعليق حول مقال.. (أين آل الهندي في تركيبة الاتحادي المسجل ؟؟!)

الأخ الكريم الأستاذ “عادل عبده”
لك التحية والتجلة وأنت تطرح ذلك السؤال.. أين (آل الهندي) في تركيبة الاتحادي المسجل؟؟! بعلامتي الاستفهام والتعجب، ولكن أخي “عادل” أين الاتحادي المسجل نفسه؟ بل أين كل حزب الحركة الوطنية في الساحة السياسية الآن وفي هذا الوقت العصيب؟!
في البدء، علينا التأمل في حكمة الشهيد “الشريف حسين الهندي” حين قال: (أبقوا عشرة على القضية السودانية وعضوا عليها بالنواجذ).. إن (آل الهندي) الآن في رحلة البحث عن حزب الحركة الوطنية كما قال “الشريف زين العابدين” في تلك الرسالة إلى رئيس الحزب يومذاك مولانا “محمد عثمان الميرغني”، وقد جاء فيها: (السيد الرئيس والراعي والمرشد.. إن الحزب الذي ترأسه وتديره شريكاً أساسياً في كل جرعات القصص التي تجترعها البلاد كان عاملاً أساسياً في الحيرة المطبقة التي حدت بالمواطنين للبحث عن مخرج يفضلون به الكرب الذي يعانون منه وبهذا أرفع يدي سيدي عن كل ما تلوث بها خلال أربع سنوات عجاف قاسيات، وأنزل اللافتة الوهمية التي تسبغ عليّ صفة الأمين العام مغلول اليد بلا أداء ولا عطاء لأنقب عن الحزب الاتحادي الديمقراطي في صدور عارفيه والمؤمنين به قدراً وحتماً علني أحظى بالانتصار أو الموت بينهم.. والسلام).
إن (آل الهندي) أخي “عادل عبده” الآن في رحلة البحث عن الهوية السودانية، وعن الديمقراطية الراشدة، وعن حرية الفرد غير المقيد بأغلال الطائفية السياسية والسلام السياسي والتزييف المتعمد للتاريخ، وفي رحلة البحث عن الديمقراطية في الساحة كلها بلا استثناء، وعن حكم المؤسسة الحزبية أيضاً بلا استثناء، وعن وحدة الصف الوطني كله في جبهة وطنية متماسكة لإخراج هذا البلد من وهدته، حيث ظل يؤكل الآن من أحشائه، فهذا قدرهم (آل الهندي) منذ أن أهدى سيد العارفين “الشريف يوسف الهندي” الجد الكبير نادي الخريجين إلى شريحة الخريجين ليكون شرارة الانطلاق الوطني وشرفة التاريخ، ولم يبحث “الشريف يوسف” عن رئاسة حزب في يوم من الأيام حتى لا تذبح القداسة عند السياسة، بل ترك أمر السياسة إلى العارفين بها من (آل الهدي)، حيث انبرى لها ذلك الفارس الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.. إنه الشهيد “الشريف حسين الهندي” الذي أصبح بمفرده جيشاً عرمرم، وفي لحظة وفاته في يوم 9 يناير 1982م نكس البريطانيون أعلامهم وقالوا إنه طيلة فترة وجوده ساعد على إنعاش الاقتصاد الوطني.
طيب الله ثراه وعطر ذكراه، وهو في غمرة اشتغاله بالقضية السودانية يشتري طائرة خاصة ليخطف بها البطل المناضل “باتريس لوممبا” قبل إعدامه، ولكن قدر الله وما شاء فعل، هذا بجانب وقوفه مع كل حركات التحرر في العالم.
أما “الشريف زين العابدين الهندي” أخي “عادل عبده” فلم يصل إلى موقعه من زاوية شقيقه “الشريف حسين”، ولكنه وصل عبر مسيرة طويلة وشاقة منذ أن وقف ضد قرار حل الحزب الشيوعي من داخل البرلمان ومنذ أن وقف ضد دمج الحزب الوطني الاتحادي مع حزب الشعب الديمقراطي إلى أن جاء بمبادرة الحوار الوطني الشعبي الشامل، التي رفضها معظم الاتحاديين وغيرهم ولكنهم أقبلوا عليها الآن ولا مخرج للسودان إلا عن طريق الحوار.. وقد قال يومها في مطار الخرطوم: (نحن جئنا لنسترد ما أخذ منا بأقوى مما أخذ به عن طريق وحدة الكلمة واتفاق القرار.. نحن لن نصالح ولا ينبغي لنا ذلك ولن نشارك وهو محرم علينا.. نحن حفظة أمانة لو أضعناها فلن تزدهر في هذه الأرض ديمقراطية ولن تورق فيها حرية، ولن يستوي إنسانها في أحسن تقويم).. أما الوزير “الشريف الأمين الصديق” أخي “عادل” فلم يرتبط بوالي الجزيرة ولم تنقطع علاقاته بالحزب، بل فرض نفسه بأدائه المتميز وشرف الموقع ولم يتشرف به، وهو الدستوري الوحيد الذي ظل ينتقد الأداء الوزاري والحكومي والحزبي.
أما قائد المسيرة “الشريف صديق الهندي” فهو الذي رفض الوزارة عندما جاءته تسعى، لكن من غير الاتفاق الذي تم بيننا والمؤتمر الوطني، وهو الآن قائد رحلة البحث عن وحدة الحركة الاتحادية وصولاً إلى وحدة السودان كله في جبهة واحدة.. إن (آل الهندي) هذا قدرهم وهذا مصيرهم.. والجبهة العالية لا تحتاج إلى تاج يزينها.. وإن الصدر المملوء بالشرف والفضيلة لا ينقصه وسام يتلألأ فوقه.. أما “يوسف الشريف الأمين الشريف عبد الرحمن” فلم يبتعد، وهو الآن في قلب الأحداث قابضاً على جمر القضية ملتزماً بالوصية.. هذه هي المسيرة.. وهذا هو التكليف، ولابد من صنعاء وإن طال السفر، وعندها ستجد (آل الهندي) في مقدمة الركب، فهم دوماً خفاقاً عند الفزع ثقالاً عند الطمع، يجلل وقارهم بإذن الله حضوراً أنيقاً لـ”الشريفة ريا حسب الرسول”، و”الشريفة سلافة”، و”الشريفة مي زين العابدين الهندي”.
وفي الختام.. لك الشكر والثناء أخي “عادل عبده” وأنت تطلب إحقاق الحق.

بركات شيخ إدريس المكي
الحركة الاتحادية

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية