ولنا رأي

يبقى لحين السداد والحياة تجارب!!

يا ما في السجن مظاليم هذه عبارة أو مقولة صحيحة مية بالمية، وكثير من الناس يدخلون السجن لذنب لم يقترفوه أو بحسن نية.. فالإنسان الذي لم تكن له تجارب في الحياة يقع فريسة لأخطاء الآخرين.
فالسجون الآن مليئة بكثير من المتهمين طيبي النية.. لم أتوقع في حياتي أن أكون فريسة أو ضحية لشخص لم يكن حسن النية ولو مرة في حياته كثير الخداع والكذب والتضليل، عرفته معرفة غير كاملة عن طريق صديق ولأننا نحسن النية في الآخرين نقع فريسة لهذه النية الطيبة.
بالأمس وقبل أن أدخل الصحيفة قابلني شخصان في بادئ الأمر ظننت أنهم إما يعرفوني من خلال ما أسطره في هذه الزاوية أو في حاجة للمساعدة ولكن لم تمض ثوان فقالوا لي نأسف يا أستاذ معنا أمر قبض من بنك المزارع في شيك ضمان لشخص.. قلت لهم ولكن الشخص الذي ضمنته سبق أن سلمته البنك مرة وسدد مبلغ أولي ثم جرى اتصال آخري بيني والبنك وبحثت عن ذلك الشخص وأخيراً سدد مبلغاً آخر والتزم بسداد باقي المبلغ، كان الرجلان وهم من المباحث المركزية كانوا في قمة الأدب والتهذيب طلبت منهم منحي فرصة لأرتب لهذا الموقف بحثت عن تلفون مدير بنك المزارع الأستاذ “سعد قرفة” فلم أجده وبحثت عن شخص آخر بالبنك أيضاً لم أعثر عليه، وما كان لأولئك الشخصين إلا أن ينفذوا الأوامر الصادرة لهم بفتح البلاغات في نيابة المصارف دخلت عربة (دبل كاب) مخصصة لبنك المزارع لم يشاركنا سائق العربة الحديث ويبدو أنه موظف بالبنك ولا يريد أن يتدخل في أي حديث المساعد “جوده موسى” والمساعد “عادل السناري” حاولا مساعدتي وأوصلاني إلى نيابة المصارف التي يتواجد فيها موظف البنك المكلف بفتح البلاغ ومتابعته، عندما قابلته قلت له يا “عابد” ألم تكن بيننا تلفونات من قبل، ألم أسلمكم المتهم أو العاجز عن سداد المبلغ المطلوب؟ رد عليّ والله نحن عبد المأمور، وأنا في غاية الحرج، طلبت منه تلفون مدير البنك “سعد” واتصلت عليه وأبلغته بما حدث فطلب من واحد من مساعدي المباحث أو الشخص المكلف بأمر القبض، كان الأستاذ “سعد” في غاية الاحترام فطلب منحي فرصة للجلوس سوياً لمعالجة الموضوع أو كيفية سداد المبلغ المتبقي من المتهم فاقد الضمير والإنسانية والمعروف، فطلب من النيابة حفظ البلاغ وإطلاق سراحي بالضمان الشخصي.
داخل النيابة تعرفت على العقيد “أحمد صديق” المدير المسؤول عن نيابة المصارف والرائد “الطاهر البيلي” ومساعد “سيف الدولة” ومساعد “جودة موسى” ومساعد “عادل السناري” ومساعد “ياسر فرفور” كانوا في قمة الاحترام وضعوني في مكتب العقيد وجلس إلى جواري الرائد “الطاهر” وأكرموني بأكواب من الشاي.. لا أدري كيف سيكون وضعي إذا تمسكوا بالإجراءات القانونية يبقى إلى حين السداد؟.
إن الحياة مدرسة يتعلم منها الإنسان كل يوم والذين الآن بالسجون نتائج لحسن النية.
القضية لم تنته فهناك ثمانية ملايين لا أدري ما هو ذنبي لسدادها، رغم أنني سبق أن سلمت البنك الشخص المعني، ولكن كما يقال القانون لا يحمي المغفلين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية