ولنا رأي

الشعب ليس في حاجة لورش يا إمام!!

معظم صحف الأمس أوردت الاتفاق الذي تم بين إمام الأنصار “الصادق المهدي” وقائد حركة (الإصلاح الآن) الدكتور “غازي صلاح الدين” لدعوة القوى السياسية لعقد ورشة عمل للاتفاق على المطالب الشعبية وتحديد آليات تنفيذها.
الساسة في السودان إما يكونوا يريدون الاستخفاف بعقول الشعب أو يكونوا لا يدرون ماذا يفعلون.
الشعب السوداني حتى الآن لم يخرج من الصدمة التي وقع فيها عندما منى النفس بقرارات من رئيس الجمهورية تعيد التوازن في الوطن وتعمل تلك على حل الإشكالية السياسية وتطمئن المواطن أن القيادة أخيراً حاولت أن تلتفت إليه، ولكن حتى الآن لا أحد يعلم لماذا جاء هذا الخطاب بهذه الصورة، حتى المفسرين للخطاب لا ندري هل تفسيراتهم كانت حقيقية أم حاولوا أن يزيدوا الموقف تعقيداً.. بل كان الشعب أفهم من كل القيادات وقد عرف مغزى الخطاب، بل ربما كانت تفسيرات الشعب للخطاب من خلال الجلسات الخاصة هي الحقيقة.
اليوم وما زال الشعب في صدمته جاء خبر جديد أن اتفاقاً تاماً بين (الأمة) و(الإصلاح الآن) لقيام ورشة، ألم تدر هذه القيادات أن الشعب السوداني ملّ من تلك الورش التي لم تخرج بأية فائدة له، ألم تعلم تلك القيادات أن الشعب يريد أن تدخل تلك القيادات في لب الموضوع دون مراوغة أو ورش تجلس الأحزاب فيها لفك الحنك، وفي النهاية المحصلة مزيد من الورش لحل المعضلة السودانية، (المؤتمر الوطني) بعد خطاب رئيس الجمهورية قال هذه رؤيتي للإصلاح وفي انتظار بقية الأحزاب السياسية الأخرى لتقديم رؤاها في الإصلاح وها هو الإمام “المهدي” و”غازي” يريدان عقد ورشة خلال أسبوعين للخروج برؤية واضحة بينهم وبين القوى السياسية الأخرى.. هل تلك القيادات لا تعلم ماذا يريد الشعب السوداني؟ ألم تتعلم تلك القوى السياسية من تجاربها السابقة حاجة المواطن السوداني؟
أيها القادة إن الشعب السوداني ليس في حاجة لانعقاد أية ورشة أو غيرها، الشعب السوداني يريد أن تذهب كل القوى السياسية الموجودة بالساحة الآن لأنها فشلت فشلاً ذريعاً في الإيفاء بحقوقه. الشعب السوداني يريد قوى تحقق آماله وتطلعاته في العيش الكريم، يريد أن يتربى أطفاله أحسن تربية وأن يتعلموا أفضل تعليم بدون إرهاق لجيوبهم، يريدون مستشفيات بها كل متطلبات العلاج، يريدون مياهاً نقية ومساكن طيبة، يريدون أن يعيشوا كما تعيش كل شعوب الدنيا بلا هم أو غم، لا يريدون أن تطارد البلدية صغار التجار وتأخذ ممتلكاتهم، لا يريدون أن يتاجر السماسرة والفاسدون بقوتهم، ولا يريدون أن يستورد أصحاب الضمائر الميتة أسوأ أنواع المأكولات والمنتجات الصناعية، الشعب يريد أن يتساوى الناس حكاماً ومحكومين كما كان أبناء الشعب وحكامه سواسية في كل شيء حتى صينية الطعام، مازالت منازل الذين حكموا البلاد بالطين ولم يعرفوا الرخام المستورد ولا الأبواب الصينية والسراميك ذات الألوان والأشكال، كيف أصبح صغار الوزراء والمسؤولين ولم يمضوا في الحكم إلا بضع سنين أصبحوا يمتلكون القصور والخدم من الفيليبينيات والحبش وإلى وقت قريب لم يتجاوز سكنهم (القطاطي)؟.. أفيدونا بالله أفادكم الله.. و”الصادق” و”غازي” يريدان ورش لتنفيذ المطالب الشعبية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية