أخبار

ضبط المؤتمر الوطني

تبدو الضرورة عاجلة لانضباط الساحة السياسية والحزبية وتغليب حديث العقلاء والقيادات المفوض لهم الحديث، ولسنا في حاجة لأن يتحدث صاحب كل وظيفة حزبية وعضو بجماعة بما شاء فهمه وتقديره للموقف، ويضخم من هذا النوع من المتحدثين انتشارهم وقدرتهم العجيبة على الإفتاء وإصدار القرارات ربما دون الرجوع لمؤسساتهم الحزبية وقياداتهم، وما كل عضو مكتب سياسي يملك تفويضاً بإعلان الموقف النهائي أو كذا لمكتب قيادي أو أي مقام تنظيمي آخر في هذا الحزب أو ذاك حكومة ومعارضة.
المؤتمر الوطني قبل الآخرين مطالب بضبط تصريحات المنتمين له، طالما أن هناك ناطقا باسم الحزب وقياديين أو ثلاثة ممن بالاختصاص يمكن لهم التعليق للرأي العام على هوامش مداولات المعارضة بشأن وثيقته التي وضح أنها ستحدد اتجاهات المشهد السياسي في المرحلة المقبلة بشكل كبير، والمزعج في ما أرى أنه وبينما يبدو خطاب المعارضة إن استثني منه التيار الذي يقوده “فاروق أبوعيسى” وهو تيار مهيض الجناح وبلا قيمة فالغالب من خطاب المعارضة التقارب في الأطروحات بينما يبدو بعض الحديث المنسوب للمؤتمر الوطني والمتحدثين باسمه تحت بند (القيادي البارز) متباعد النقاط، بحيث إن حصر وتجميع لتلك التصريحات يشير عندك إلى مواقف مختلفة ومسافات داخل الحزب الكبير والذي وإن طرح الوثيقة حسب أبوابها فيفترض بكل متحدث عنه- مفوضاً أو غير مفوض- أن ينضبط بضابط الجماعة العام وألا يحدث نغمة نشاز.
وقد طالعت تصريحاً للأخ “محمد يوسف عبد الله” بشأن تفاهمات بين الوطني والشعبي وحديثاً عن اتصالات أو ما شابه، ثم طالعت حديثاً آخر للأخ “الحاج آدم يوسف” قال فيه إنهم مع الأحزاب حتى (الحكومة القومية) وكان واضحا أن “الحاج” اجتهد من تلقاء نفسه لأن ما قال به في أكثر من صعيد ومنبر نفى الحزب الحاكم الاتجاه إليه، ومن ثم فإن حديث نائب الرئيس السابق مدخل لربكة لم يكن من داع لها أصلا خاصة في ظل هذا التوقيت حيث تاخذ الناس موجة وتأتي بهم وأحزابهم موجة أخرى.
الحزب الحاكم قدم مقترحاً في شكل وثيقة، بتفاصيلها ومحاورها، ومقاصدها يفترض أن تكون هي المرشد وأيما خروج بالتزامات يحدد القيادي فلان أو علان فإما أن تكون هي ذاتها مقصد الحزب أو لا داعي لأن ينشط متحدثون لاحقاً بنسخ حديث من سبقه. وفي صحف الأسبوع الماضي نماذج على تصريحات أعتقد أنها قد تخلق ربكة للمؤتمر الوطني وغيره من القوى وهذا ما يتطلب إزاء هذه المبادرة الجديدة صوتاً واحداً متجانساً من الحكومة والمعارضة حتى لا تكون الوثيقة نفسها مفسرة من كل طرف على هواه فتضيع إيجابياتها تحت أقدام الأفيال ونعود جميعا إلى مربع خرج منه الناس حالياً وباتت أنفسهم أقرب للوفاق والتلاقي على ثوابت الوطن.
على المؤتمر الوطني ضبط بعض قيادييه من (طق الحنك) بمناسبة وبلا مناسبة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية