ولنا رأي

هل سيعلن "البشير" أم المفاجآت اليوم؟!

يعلن في الثامنة من مساء اليوم رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عن مفاجأته التي شغلت الكبير والصغير والسياسي وغيره، وحتى المجتمع السوداني بالخارج ينتظر مفاجأة رئيس الجمهوري. ومفاجأة السيد الرئيس بالتأكيد ليست كالمفاجأة التي يتحدث عنها الأب لابنه، وأنه سوف يقدم له مفاجأة إذا نجح في الامتحان، ويظل الابن يتكهن بتلك المفاجأة التي سيقدمها له أبوه، ويظل الابن يحلم ليلاً ونهاراً ويقول يا ترى هل المفاجأة التي سيقدمها لي أبي عجلة أم سيارة، أو لبسه أو نزهة في الحدائق أم سفر إلى دولة عربية أو أوروبية. ويظل الابن مشغولاً بتلك المفاجأة.. كما نحن الآن ليل نهار نتكهن لمفاجأة رئيس الجمهورية، هل حل الحكومة هل حل البرلمان، هل تقديم استقالته، هل تشكيل حكومة قومية، هل سيرشح الإمام “الصادق المهدي” رئيساً للوزراء، هل سيكون الدكتور “الترابي” رئيساً للبرلمان. وهل كثيرة جداً في ظل تلك التكهنات، ولكن كلها ساعات وسيعلن السيد الرئيس مفاجأته للأمة السودانية التي أعياها التمزق والحروب التي أقعدتها عن التطور، شأننا كشأن كثير من الدول التي احتلت مواقع متقدمة في كل شيء. نهض اقتصادها وأصبحت من النمور، تقدمت رياضتها وأصبح لها منتخب سيخوض أول مبارياته بكأس العالم، أصبحت من الدول الأولى التي يقصدها السياح سنوياً.. أصبح اسمها على كل لسان في العالم ووسط أقرانها من الدول المحيطة بها.
إن حديث السيد رئيس الجمهورية اليوم سيكون أشبه بانتظار مباراة في افتتاح كأس العالم طرفاها البرازيل وإحدى الدول الأفريقية، التي وجدت إعجاباً كبيراً من المتابعين للرياضة في العالم مثل فريق نيجيريا، أو غانا أو السنغال أو حتى نقول الجزائر أو المغرب، فحديث رئيس الجمهورية سيبعث الطمأنينة في كل الأوساط السياسية إذا كان الحديث فعلاً سيعمل على حل مشكلة السودان.
إن خطاب السيد رئيس الجمهورية ينبغي أن يكون لكل أهل السودان حكومة ومعارضة وحركات مسلحة بما فيها “عرمان” و”الحلو” و”عقار”، وكل الذين خرجوا من أرض الوطن وحملوا السلاح في مواجهة الدولة.
إن خطاب السيد الرئيس بالتأكيد سيكون مفاجأة، لأن خروج الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، والدكتور “نافع علي نافع” مساعد رئيس الجمهورية، والدكتور “عوض الجاز” وزير الطاقة، والمهندس “أسامة عبد الله” وزير الكهرباء والسدود، فخروج كل هؤلاء يعد مفاجأة المفاجآت. ولذلك ما يتحدث عنه السيد الرئيس سيكون مفاجأة فقط لأن المفاجأة حدثت بخروج معظم الحرس القديم عن السلطة. وسننتظر حتى مساء اليوم الإصلاح الجديد الذي يعلنه رئيس الجمهورية لإكمال أم المفاجآت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية