مصادر (المجهر): طاولة حوار مرتقبة تـجمع الرئيس وزعماء المعارضة
أطلق رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” في خطاب مفتوح للأمة السودانية مساء أمس (الاثنين) بقاعة الصداقة (4) مرتكزات لوثبة الإصلاح الشامل في البلاد، ودعا الأحزاب وقوى المجتمع المختلفة للحوار حولها. وأكد أن المؤتمر الوطني عازم على التقاط زمام المبادرة في تهيئة السودانيين للوثوب نحو الوفاق الوطني وتعهد بإجراءات تضمن سلامة الانتخابات المرتقبة في 2015.
وكشفت مصادر رفيعة بالمؤتمر الوطني لـ(المجهر) مساء أمس عقب خطاب الرئيس “البشير” أن طاولة حوار جماعي ستجمع رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” برؤساء الأحزاب المعارضة مباشرة بعد سلسلة لقاءاته الثنائية المرتقبة بزعماء القوى السياسية كل على حدة الأسبوع المقبل، بعد عودته من القمة الأفريقية تتويجاً لخطابه بشأن وثيقة الإصلاح.
وقال د. “مصطفى عثمان” الأمين السياسي للحزب الحاكم إن الرئيس سيجتمع بزعماء المعارضة عقب عودته من القمة الأفريقية بأديس أبابا.
وأشار الرئيس في اللقاء الذي كان لافتاً فيه حضور الأمين العام للمؤتمر الشعبي د.”حسن الترابي” في أول مشاركة بعد المفاصلة، بجانب رئيس حزب الأمة القومي “الصادق المهدي”، ورئيس مجموعة تيار الإصلاح المنشق عن الوطني د.”غازي صلاح الدين”، وممثل رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) نجله مساعد الرئيس “جعفر الصادق الميرغني”، أشار إلى أن الاستعداد للحوار وترتيب الأولويات الوطنية وعلاقات السودان في محيطه الأفريقي والعربي والعالمي تشكل فرصة وتحدياً موضوعياً للحوار بين القوى السياسية والحكومة والشعب. في وقت أعلن فيه الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “حسن الترابي” عن قبوله لدعوة الحوار المرتقب لإيجاد حلول تفصيلية. وأبدى ترحيبه بما حمله خطاب “البشير” من ملامح عامة. وأبان رئيس الجمهورية أن الاستسلام للوهم أو اليأس يذهب بريح البلاد. وقال إن التحدي الماثل أمام الطبقة السياسية والأحزاب هو أن يعلو الولاء الوطني المستنير على الولاء الحزبي الضيق، وأن تمحو الغيرة على السودان (الغيرة من الحزب الآخر وأن يدار الخلاف السياسي).
وحض في الوقت ذاته الجميع بتذكر أن (الزمن لا ينتظر لاهياً يقصي بعضنا بعضا ويرهن بعضنا ولاءه لغير الوطن ويؤذي بعضنا السودان كيدا لمنافس) موضحاً أنه عندما يفرغ الجميع من هذا التنافس يكون الزمن الذي لا يلهو معنا قد مضى. وأكد أن للدولة دوراً في جعل الخروج من الضيق بالمعيشة ممكناً بالعمل والسعي الجاد والتطلع المشروع ليس فردياً بل اجتماعياً واسعاً يشكل فرصة حقيقية أمام السودان، مشيراً إلى ضرورة التوافق حول الاتفاق لهزم الفقر جماعياً، مؤكداً أن هذه الكيفية هي موضوع لحوار وطني واسع بين الحكومة والحزب الحاكم والناس . ورأى “البشير” أن تشخيص الواقع على حقيقيته والتعرف الدقيق على ما فيه من مشكلات يجب ألا يتحول إلى إساءة ظن معقدة في مقدرة السودانيين على الارتفاع الى مستوى التحدي لحل المشكلات. ولفت إلى أن التحدي الماثل أمام الطبقة السياسية والأحزاب إعلاء الولاء الوطني المستنير على الولاء الحزبي الضيق. وأضاف بالقول: (نريده تنافساً من أجل السودان لا ضد المؤتمر الوطني ونأخذ أنفسنا بنفس الإلزام ألا يكون سعينا الحزبي إلا عملاً من أجل السودان وليس ببساطة تسابقاً ضد المنافسين السياسيين).
وأبان “البشير” أن نفض الغبار عن المعدن السوداني الأصيل أحد أهم ركائز الوثبة فضلاً عن كونه هو الضامن لتحقيق انطلاقة راشدة قاصدة، وتابع: (هذه الوثبة ليست ولا ينبغي لها أن تكون حزبية محضة) مضيفاً أن الحزب يرى أن الوقت قد نضج لوثبة سودانية وطنية شاملة طموحة ولكنها ممكنة.
وطالب بإعلاء الولاء الوطني على كل ولاء جزئي عداه. وناشد بضرورة الإقبال على ترتيب أمور السودان بفكر صادق غير منتحل أو مستوهب من الأباعد أو موروث عن كلالة أو مستلهم من غير عين الولاء للوطن أو مذعن لليأس المفضي إلى التعلق بضعيفات العرى. ووصف د. “حسن الترابي” خطاب الرئيس بأنه (مجرد نسمة حرية) وأكد أنه يستجيب لدعوة الحوار من أي شخص كان.
يشار إلى أن اللقاء حضره مساعد الرئيس رئيس جبهة الشرق “موسى محمد أحمد” والنائب الأول السابق “علي عثمان” ونائب الرئيس السابق “الحاج آدم” ومساعده السابق “نافع علي نافع” وممثلي الأحزاب المشاركة وبعض رؤساء وممثلي قطاعات الحزب الحاكم والمجتمع المختلفة بالإضافة إلى السفراء المعتمدين لدى الخرطوم.