نحو بعث الحركة الاتحادية الموحدة والمتماسكة
إن الحركة الاتحادية الخالية من مفردات (الركوع) و(الخنوع) وكل مبررات العبث (والعك السياسي) والشللية التي (خنقت) و(وأدت) تطلعات أمتنا في النهوض والارتقاء وتكملة مرحلة (التعمير).. إذ أن (الطائفية السياسية) هي التي جاءت بانقلابات نوفمبر 1958 ومايو 1969 ويونيو 1989.. إن الحركة الاتحادية العظيمة التي ننادي (ببعثها) من جديد إنما هي تنظيم حضاري وديمقراطي لكل حاصل جمع الأمة السودانية من أجل التوصل للنماء والبناء والرخاء لهذا الوطن العريض، ولجماهير شعبنا العظيم الذي (حضن) الحركة الاتحادية وتفاعل معها وانفعل مع أطروحاتها، لأن حزبنا العظيم قد جاء من (بيوتات الطين) و(الكنابي).. وكان في القرى وفي (الدساكر) و(الفرقان) على طول بلادنا وعرضها، من “نمولي” جنوباً إلى “حلفا” شمالاً، ومن “الجنينة” غرباً حتى “شلاتين” شرقاً.. وكان حزب الحركة الاتحادية الذي جاء من معاناة أمتنا وكفاح أهل السودان ضد (الصلف الدخيل)، وكانت الحركة الاتحادية هي الوريث الأوحد والتواصل الخلاق مع تاريخ أمتنا منذ عهد “بعانخي” العظيم و”تهراقا الملهم”، مروراً بالسلطنة الزرقاء و(سلطنات الفور) و(المسبعات).. وهي في (ثورة المهدي الإمام) وجسارة “ود حبوبة” وكبرياء “المك نمر” وثورة (اللواء الأبيض) الوحدوية.. فكان (مؤتمر الخريجين) الذي انبثق عنه (حزب الأشقاء) فـ (الوطني الاتحادي) العظيم الذي تعرض لضربات قاسية بل ومؤلمة كنتاج طبيعي لتحالف (الأحزاب الطائفية) التي كانت وعبر كل تاريخها هي المعوق الأساسي للتحرر والانعتاق، وجاءت بمفردات (الأنا) و(النحن) فقتلت كل بادرات الخلايا الحية لتطلعات أمة السودان، في تحالف غير كريم وإئتلاف عقيم مع (الانقلابات العسكرية) لخنق (الحركة الاتحادية) التي كانت أولى الحركات السياسية المنظمة في المحيط العربي والأفريقي، وكل بلدان المنطقة في العالم الثالث من حولنا.
إننا.. ونحن نعايش ذكرى استقلال بلادنا الذي جاء عبر نضالات حزبنا العظيم الذي كان قادته العمالقة بقدر حجم هذا الوطن وتطلعات أمتنا في (التحرير) والتعمير..إننا لنناشد كل الأشقاء الاتحاديين على نطاق القطر، وعلى رأسهم جميعاً الدكتور “جلال الدقير” والدكتور “أحمد بلال” والأستاذ “صديق الهندي” والأستاذ “محمد الدقير” والسيد “الوسيلة السماني” والشقيقات العظيمات “جلاء الأزهري”، و(إشراقة حزبنا).. كما أناشد الإخوة د. “الباقر أحمد عبد الله” وكل الرفاق الاتحاديين الذين أعلنوا انسلاخهم من (الشق الطائفي) لحزبنا، أناشدهم كلهم التنادي الفاعل من أجل إعادة حزبنا العظيم الذي جاء ليكون (الترياق المضاد) للاستعمار الأجنبي، والاستعلاء الداخلي المتمثل في الدائرة (الطائفية) والانقلابات العسكرية التي تصادر الحريات وتعطل ممارسة الديمقراطية.
إنني لأنادي الكل الاتحادي بلا عزل لمجموعة أو إبعاد لبعض الجماعات، من أجل أن تكونوا أنتم خير خلفاء لـ “الأزهري” العظيم و”الهندي” البطل، و”زروق”، و”المفتي” و”المرضي” و”حسن عوض الله” و”عبد المنعم حسب الله” والثائر “الفضلي” والمقاتل “نصر الدين السيد”، من أجل عيون أهل السودان ومن أجل الأجيال التي ستهزم الهزيمة.
وأنا هنا أناشد كل الرفاق والأشقاء بكل فصائلهم المتصارعة التي قبلت (بالتجزئة) والانقسام، وكان التشرذم و(التقسيم.. فاضمحل الحزب وصار قزماً وتابعاً، ومن أجل هذا سادت سياسة (تفريخ) وتبني هيمنة الطائفية والقبلية وتفشي الجهوية، فكانت الدعوة للعنصرية بدلاً من القومية، وجاءت صيحات الرجوع و(الخنوع) والركوع للولاءات التي قادت وستقود للتحطيم والتقسيم للسودان أرضاً وتراثاً ومقدرات.
فهلا تنادى جميع (الاتحاديين الوطنيين)، وعلى رأسهم جميعاً أنادي الأشقاء في رابطة (الطلاب الاتحاديين) بالجامعات ومعاهد العلم والتعليم، كما أناشد شباب حزبنا جميعاً من أجل التجمع الفاعل لنعيد أمجاد الحركة الاتحادية الخالية من (الوصاية) و(رعاية الفرد) وسيطرة الطوائف. نريده حزباً عظيماً لنا.. ولغيرنا من الأجيال السودانية، وكفانا تمزقاً وتشتتاً، ولنرفع كلنا شعارات “الزعيم الأزهري”، وبهذا وحده إنما تقدمون للبلاد أعظم وأنبل المنجزات، وكفانا تقسيماً وتجزئة، ولنرفع شعار (نحو بعث الحركة الاتحادية) القوية والموحدة.
فهلا أسمعت الكل الاتحادي بكل القرى والمدن، وعلى نطاق بلادنا العظيمة، آملاً ومؤملاً في تجاوب وتفاعل الكل الاتحادي مع هذه الصيحة من أجل بلادنا التي نريدها أن تكون خير بلدان الدنيا؛ لأن الوطن السوداني جدير بالريادة وقيادة العالم من حولنا.. وعاشت المنظومة الاتحادية متماسكة وموحدة.
ودمتم
مقرر دائرة التنظيم وعضو الدائرة السياسية
للحزب الوطني الاتحادي عند انتفاضة أبريل العظيمة