ولنا رأي

الجمارك.. هل تسعد المواطنين في عيدها؟!

تحتفل المنظمة العالمية للجمارك التي تضم (177) إدارة جمركية في عضويتها في السادس والعشرين من يناير كل عام بهذه المناسبة.
اللواء الدكتور “سيف الدين عمر سليمان” المدير العام للجمارك السودانية عبر عن تهانيه بهذه المناسبة، واستعرض في خطابه أنشطة المنظمة المهنية والاقتصادية.
منظمة الجمارك العالمية ومقرها (بروكسل) تعدّ المنبر الدولي الذي يقود العمل الجمركي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتسعى هذه المنظمة إلى ترقية الأداء في الإدارات الجمركية كافة، وتعمل على تبادل المعلومات من أجل تعاون أفضل بين الأعضاء.
والجمارك تحتفل بهذه المناسبة، ينبغي لها أن تعمل على تطوير وسائلها التي من خلالها تساهم في راحة منسوبيها وراحة المواطنين القادمين أو المغادرين إلى بلدان أخرى.. ونلاحظ في موانئ العالم كافة أن القادمين لا يجدون أي عناء أو مشقة عندما يدخلون على الإدارة الجمركية، ولكن نحن في السودان اليوم أو غداً أو في المستقبل القريب نجد المواطن السوداني أو القادم إلى السودان تزداد ضربات قلبه عندما يحمل أمتعته ويتجه إلى نقطة التفتيش الجمركي.. هذا إحساس زُرع في قلب المواطن السوداني القادم إلى وطنه من الدول التي يعمل بها أو التي ذهب لزيارتها، الذي ما أن يقود (العجلة) التي تحمل حقائبه حتى تزداد ضربات قلبه وتجده في حالة اضطراب نفسي، والسبب ضباط الجمارك الذين ما زالوا يتعاملون مع القادم أو المسافر بالنظرات وليس أجهزة الكشف الحديثة التي استخدمت لفحص أمتعة المغادرين أو القادمين، بل إن المواطن السوداني يخامره إحساس دائم أن ضباط الجمارك يترصدون القادم، عكس الدول التي يذهب إليها، فيجد نفسه في لحظات قد أنهى معاملته مع الجمارك، لذلك تجد المواطن قبل أن يصل إلى وطنه يعمل حساباً ليس لزيادة الوزن ولكن للجمارك التي تحاول أن (تجمركه).
فإذا نظرنا إلى بعض الأجهزة الكهربائية التي تعدها دول أخرى ترفاً، فإن إدارة الجمارك عندنا تتعامل معها باعتبارها تجارة حتى ولو كانت جهازاً واحداً.. فما السبب الذي يجعل إدارة الجمارك تطالب المواطن السوداني بدفع قيمة جمركية على شاشة بلازما أكبر من القيمة التي تم شراؤها بها؟ وما هو السبب في جمركة ثلاجة أو غسالة أو أي نوع آخر من الأجهزة الكهربائية بقيمة أكثر من التي تم شراؤها بها؟!
إن إدارة الجمارك ترفع أسعار السوق المحلي بسبب القيمة الجمركية العالية لكثير من الأجهزة، حتى السيارات.. فليس من المنطق أو العقل أن تكون الرسوم الجمركية على سيارة تبلغ قيمتها خمسة آلاف دولار أكثر من قيمتها، ونقيس على ذلك كل ما هو مستورد من الخارج حتى الملابس التي لا تعار أية نظرة في الدول الأخرى نجد الجمارك وضعت لها سعراً جمركياً.
لذا، والجمارك تحتفل بالذكرى السنوية لها، ينبغي لها مراجعة الأسعار الجمركية من أجل راحة المواطنين، ويجب ألا يكون الربط المطلوب منها سنوياً على حساب هذا المواطن المسكين.. ففرجوا عن المواطن حتى يفرج الله عنكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية