واقتربت ساعة الرحيل!!
ها هو العام 2013 يستأذن في الرحيل بخيره وشره بأفراحه وأحزانه، بتقلباته السياسية والاجتماعية وغيرها.
إن العام 2013 كان قد بشر رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” بأنه سيكون عام الرخاء للشعب السوداني، ولكن عام 2013 جاء على غير التوقعات، فقد كان عام الاضطراب السياسي وعام الحزن والتغيير، فقد أثر انفصال الجنوب على الشمال، فبعد الأمن والاستقرار والحياة شبه الرغدة إلى حياة قاسى فيها الناس، بسبب خروج كل أموال البترول من الميزانية مما أثر على الحياة الاقتصادية. وظل الدولار في حالة ارتفاع جنوني، من جنيهين مقابل الدولار إلى ثلاثة وأربعة وخمسة حتى وصل الدولار إلى ثمانية جنيهات. وظل الدولار يشكل معضلة للحكومة، فزادت الحكومة أسعار المحروقات البترولية فضاعفت من زيادة الدولار، بل أدت إلى الاضطرابات واندلعت المظاهرات في مواقع متعددة من الولاية، وراح ضحيتها عشرات من أبناء الوطن، كما فقدت الدولة والمواطنون العديد من ممتلكاتهم خاصة محطات الخدمة البترولية التي تحولت إلى دمار وخراب.
إن العام 2013 البعض يعتبره من أسوأ الأعوام، فقد رحل فيه العديد من أهل الفن، أمثال “محمود عبد العزيز” والشاعر “حميد” والتشكيلي “بهنسي”، كما خرجت من التشكيل الوزاري شخصيات ما كان لها أن تخرج من الحكم، أمثال الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية، الذي لم يغب عن نظام الحكم منذ أن تفجرت الإنقاذ في العام 1989، وكذلك خروج مفجر ثورة البترول الدكتور “عوض الجاز” الذي ظل في الوزارة منذ تفجر الإنقاذ، والباشمهندس “أسامة عبد الله” صانع السدود، والأستاذ “كمال عبد اللطيف” الذي ساهم بقدر كبير في استخراج الذهب، ورفد الحكومة بمبالغ مالية كبيرة، ساهمت في رتق ميزانية الدولة التي أصابها العجز بسبب خروج البترول.
عام يمضي ولكنه ليس كله سوءً، فالحياة وتقلباتها فيها الحلو والمر فيها الشقاء والسعادة فيها الميلاد والوفاة، ولذلك عندما نودع عاماً نودعه بخيره وشره وأحياناً الخير يطغى على الشر، فعلى المستوى الشخصي اعتقد أن العام 2013 لم يكن كله شراً بالنسبة لي، فقد ودعت فيه وبعد ثلاثة عشر عاماً من الإيجار إلى سكن خاص وعربة خاصة، كله بفضل المولى عز وجل الذي هيأ لنا هذا الخير، فيجب أن نحمده ونشكره على نعمه وكثرة الحمد تزيد النعم.
وفي هذا العام تربعت صحيفتنا (المجهر) على المركز الثاني في الصحافة السودانية، والمركز الثالث من حيث الإعلان، ورغم حداثتها فقد استطاعت أن تجذب إليها العديد من القراء الذين منحوها هذا التميز، كما استطاعت أن تحصل على جائزين من جوائز (المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية)، الذي درج المجلس على الاحتفال بها سنوياً، كما احتفلت الصحيفة بعيد ميلادها الأول وقد حظيت باهتمام كبير من القراء. وشرفها بالحضور مساعد رئيس الجمهورية الدكتور “نافع علي نافع” وعدد كبير من المسؤولين والسفراء والزملاء، وصدحت “البلابل” بالغناء الذي نقلته النيل الأزرق والفضائية السودانية وبعض الفضائيات الأخرى.
إذن إن العام 2013 لم يكن كله كئيباً أو حزيناً ، صحيح فقدنا فيه الزميلتين “نادية عثمان” و”فاطمة خوجلي”، ولكن أيضاً فيه إشراقات وفرح للزملاء واستقبال لمواليد جدد لهم .
ونحن إذ نودع العام 2013 نودعه بكل ما أعطى وأخذ، ونأمل أن يكون العام 2014 كله عطاءً ومحبة وصدقاً وتفاؤلاً وكل عام وأنتم بخير.