فضائية الخرطوم وخالد ساتي!!
درجت كثير من الفضائيات على الاستعانة ببعض الصحفيين للمساهمة في قراءة وتحليل الأخبار السياسية والاجتماعية والرياضية التي تحملها صحف اليوم الذي صدرت فيه الصحيفة، وكثير من الصحف تكتفي ببعض الأسماء ولا تجتهد كثيراً في اكتشاف كتاب ومحللين بارعين لأقوال الصحف، والبعض يحمل خيالاً من خلاله يستطيع قراءة الواقع وما سيحدث في المستقبل، وأحياناً تأتي القراءة بصورة صحيحة أو دقيقة لما يدور اليوم أو غداً، نظراً لتشبع الصحفي أو المحلل السياسي بالمعلومات، واستفادته من وسائل الإعلام المختلفة التي تمكنه من الحصول على الكثير من المعلومات، أو من الأشخاص بالمواقع المختلفة إن كانوا في وزارة أو مصنع أو أي جهة أخرى تزوده بالمعلومة التي من خلالها تكون قراءته صحيحة.
دائماً أتهرب من الفضائيات في مثل هذه الجوانب، ليس لأنني لا أمتلك المعلومة، ولكنني أحياناً أعتقد أن هناك من هو أفضل مني في هذا الجانب، وأحياناً زحمة العمل الذي أقوم به لا يمكنني أن أتركه وأذهب إلى تلك الفضائية.. ولكن استجبت للأخ والزميل الصحفي والنجم التلفزيوني الذي برع في هذا الجانب من البرامج الهادفة، والتي تختلف عما تطرحه بعض الفضائيات الأخرى لنفس البرنامج، فالأستاذ “خالد ساتي” نجح كصحفي ووصل إلى منصب مدير تحرير بالزميلة (الوطن)، وأسس بعض الصحف في سلطنة عمان، وها هو يخوض تجربة البرامج التلفزيونية والتي نجح في تقديمها بمستوى ممتاز كبرنامجه (صالة تحرير) في فضائية (أم درمان).. لقد عرض عليَّ أن أكون ضيفاً على فضائية (الخرطوم) في برنامجه الناجح (صالة)، في بادئ الأمر حاولت أن أتحجج ببعض الحجج، ولكنه أقنعني، وما كان لي إلا أن أستجيب له، فدخلت معه الأستوديو الذي هيأه عدد من المخرجين البارعين ووقفوا وراء كل تفاصيل البرنامج.
الأستاذ “خالد ساتي” حاول أن يقدم برنامج (صالة) بروح جديدة يتدرج فيها مع الضيف في عدة محاور.. فكان المحور الأول الذي دخلنا فيه التوثيق للصحافة السودانية، وهي عبارة عن تسع وعشرين حلقة تناولنا فيها الصحافة إبان فترة الإنقاذ وهل حقاً فشلت صحافة الحكومة، وما هي أسباب الفشل، وتطرقنا بالتفصيل إلى زملاء المهنة في تلك الحقبة منذ العام 1995م، وحتى نهاية صحيفة الأنباء التي دمجت فيها معظم الصحف الحكومية وخرجت بمسمى واحد هو (الأنباء)، ومن ثم عرجنا إلى اللونية الجديدة في الحوارات التوثيقية كرموز المجتمع في الجانب السياسي والثقافي والفني والرياضي، وهي لونية جديدة حاولت من خلالها تقديم تلك الشخصيات بجوانب لم تكن معروفة للقارئ السوداني وبطريقة مبسطة، وهي أشبه بالدردشة يستطيع الضيف أن يحكي تجاربه من الميلاد والدراسات والمحطات التي عمل بها، والجانب السياسي والفني والرياضي، ومن ثم دخل الأستاذ “خالد” في الجانب التحليلي لما حملته الصحافة السودانية في اليوم، ولكن بطريقة مختلفة، فلم يكتف بالضيف داخل الأستوديو، ولكن تكون هناك محطة خارجية لضيف معني بالخبر أو المعلومة، وهي طريقة جديدة في العرض الذي تتشابه فيه معظم الفضائيات، ولكن ما جاء به “ساتي” نوع جديد ومن تقديم عرض وتلخيص للأعمدة التي تناولت نفس الموضوع، وهذه الطريقة قدمت للمشاهد تحليلا كاملا لأهم الأحداث والأخبار مع قراءة للأعمدة، ومن لم يطلع على الصحف في ذلك اليوم يكون من خلال البرنامج قد مر على معظم الصحف الصادرة في اليوم.. شكراً أخ “خالد” وشكراً فضائية الخرطوم والتي كسبت نجماً مثل الأستاذ “خالد ساتي”.