ولنا رأي

الصحافة تتحول من خانة النقد إلى التكريم!

في أول بادرة للصحافة السودانية تقوم بتكريم مؤسسة من مؤسسات الدولة، فالصحافة ينظر إليها من جانب الحكومة أنها أداة نقد وتكشف حال الوزارات والوزراء، ولكنها في هذه الحالة فقد انتقلت من خانة المكرَّم إلى المكرِّم.. فقد نُظم بالأمس بدار النفط برنامج وقف إلى جانبه وزير الثقافة والإعلام الدكتور “أحمد بلال عثمان” والصحفي الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” رئيس تحرير الزميلة (آخر لحظة) وبمبادرة من المهندس “عثمان ميرغني” رئيس تحرير الزميلة (التيار) الموقوفة، فقد تم تكريم المهندس “أسامة عبد الله” وزير الموارد المائية والكهرباء، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين بالكهرباء.
لقد حضر عدد كبير من رؤساء التحرير وشاركوا في الاحتفال المصغر الذي جرى فيه تكريم المهندس “أسامة” والمسؤولين بالكهرباء. لقد كان التكريم لفتة بارعة من الصحافة لأولئك النفر الذين ظلوا يعملون في صمت ولكن أعمالهم كانت بائنة لكل ذي بصر وبصيرة، لقد كانت الكهرباء واحدة من مشاكل السودان وظلت لعدة سنين تشكل هاجساً للمواطنين داخل السودان والسودانيين بدار الغربة، لقد ظل المواطن يحلم باستقرار دائم في الكهرباء وها هي الكهرباء تستقر لعدة سنين عدا بعض الحالات إن كانت بغرض الصيانة أو لطارئ لها، ولكن ظللنا ننعم باستقرار تام في الكهرباء فقد كانت نغمة الكهرباء (جات املأ الباقات) انتفت تماماً ولم نعد نسمعها حتى أطفالنا الصغار لم يسمعوا بها قريباً، ولم تكن الكهرباء واحدة من المظاهرات التي كانت تجوب طرق العاصمة أو الولايات بسبب انقطاع الكهرباء.
لقد استنَّ الأخوة الصحفيون ولا أقول رؤساء التحرير فقط سنة حسنة وحميدة لمن قدموا وأجزلوا العطاء خاصة، ونحن في زمن يقل فيه الشكر والثناء، ونأمل أن تكون هذه السنة على كل المؤسسات الخدمية خاصة قطاع التعليم، الذي نأمل أن يعود التعليم لسابق عهده، وكذلك القطاع الصحي فتصبح المستشفيات الحكومية والعلاج فيها أفضل من المستشفيات الخاصة أو العلاج بالخارج، وكذلك المياه فتصبح المياه متدفقة بدون انقطاع تصل إلى مواطن ولا نسمع أن المواطنين ظلوا في سهرة لوصول تدفق المياه؛ حتى يشمل التكريم كل القطاعات ويعود الوطن أكثر أمناً واستقراراً كما هو الحال في كل دول العالم.
تحدث المهندس “أسامة” عقب التكريم مشيداً بالفكرة التي رفضها من بعض المؤسسات التي كانت ترغب في تكريمه حتى من مروي أو تعلية خزان الروصيرص كما رفض دكتوراة فخرية من عدة جامعات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الصحافة لها خاطر عنده، وقال إن التكريم من قبل الصحافة له معنى يعلي من قيم الوطن، ويدفع العاملين في حقل الكهرباء لبذل مزيد من الجهد والطاقة خدمة لإنسان هذا الوطن.
وأثنى الدكتور “أحمد بلال” أيضاً على دور الصحافة وانتقالها من خانة النقد إلى خانة التكريم، وعبر عن أمله في أن يشمل التكريم جهات أخرى ساهمت في رفع قيم الوطن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية