(ود نوباوي) التي عرفتها (6)
نواصل الحديث عن حي ود نوباوي، وهو واحد من أعرق أحياء مدينة أم درمان، وهو الحي الذي حمل اسم “ود نوباوي” أحد قيادات الأنصار، وذكرنا أن الحي يضم العديد من القبائل السودانية، منهم الدناقلة والشايقية والجعليين وغيرهم من القبائل، وإن كانت القبيلة وقتها غير ظاهرة لكل الناس بقدر ما كانت الأنصارية هي السمة الغالبة، إذ إن معظم السكان جاء أجدادهم مع “المهدي” واستوطنوا في ذلك الحي قبل أن يتجه الإمام “المهدي” إلى مدينة المسلمية أو إلى منطقة غرب السودان.. ومن الشوارع المميزة بالحي شارع (ود البصير)، وأطلق الاسم على اسم الشيخ “البصير” أحد شيوخ الحلاوين، وتنتمي إليه أسرة السيد “محمد عبد الدافع” والد السفير “إسماعيل محمد عبد الدافع” وإخوته “سيد”، الذي درس على يد (ست فلة) صاحبة أول روضة تنشأ بالمنطقة، و”مبارك عبد الدافع” الذي حباه الله بصوت غنائي جميل، ولكن كان يمارس الغناء بالمدارس فقط ومن ثم التحق بالكلية الحربية، و”عبد الدافع” خريج اقتصاد الخرطوم صاحب الابتسامة والأناقة والظرف، وهو أيضاً من الموهوبين فقد كان يجيد العزف على آلة الصفارة بالمدارس الوسطى، و”عصام” و”صديق”، والأخوات “عائشة” و”هدى” و”وفاء”، ومن قبلهم الوالدة الراحلة “شامة”.. ومن الأسر العريقة بود نوباوي أسرة “حمزة عباس”، وأسرة “عبد الله محمود”، والممثل القدير “يحيى شريف”، وأسرة “عثمان صالح” وهذه أيضاً من الأسر العريقة ووهبها الله العلم والمال والتقوى، والدنا “محمد عثمان صالح” أحد أشهر التجار وعُرف بتجارة الدقيق، وأسرة “محمد علي فضل”، ولا ننسى الأستاذ “دفع الله الحاج يوسف” كان أحد كبار الإخوان المسلمين وشغل إبان الحكم المايوي منصب رئيس القضاء ووزير التربية، وظل بالحي فترة طويلة، لم يعرف له أي انتماء سياسي، بل ظل رجلاً قومياً يمتهن القانون ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة صحيفة (الصحافة)، وأسرة “أبو شريعة”، وأسرة “محجوب الدقاق” وأسرة “مهدي” و”بشرى زيادة”، وأسرة “أمين التوم” الذي ظل صامداً على العهد والوعد الأنصاري حتى فارق الحياة، وأسرة “عبد الجليل”، ومن الأبناء “الهادي” الذي عمل بالشرطة، و”طارق” لاعب كرة القدم المميز، و”محسن عبد الجليل”، و”سينا” أحد ظرفاء ود نوباوي المشهورين بخفة الظل والدم.
وأبناء الحي جمعوا بين السياسة والفن والرياضة، ونذكر أحد لاعبي ود نوباوي المميزين “أمين محمد أحمد” ولقب بـ(طيارة الامام) لسرعته وتميزه وشقيقه “عبد الرحمن”، ومن المميزين في كرة القدم أيضاً “دفع الله حبيب” لاعب ود نوباوي الذي امتاز بالبراعة والتصويب الجيد في المرمى، وجاء من بعده شقيقه “نقد” الذي تفوق عليه في السرعة وإحراز الأهداف، وانتقل من بعد ذلك إلى هلال بورتسودان، و”عوض حبيب”، و”معتصم علي جميل”، و”ناصر عوض ناصر”، و”مهدي عبد الرحمن حامد الجريقلي”.. ولا ننسى هنا أسرة “عوض ناصر”، ومنهم الراحل “مهدي” و”عبد الله” و”شيخ الدين” و”مأمون”، وأسرة “عبد الرحمن حامد” ومنهم اللواء الراحل “حامد عبد الرحمن حامد” و”الفاضل شوربة” و”فيصل جقود” و”حيدر”، وأسرة “عثمان أحمد دفع الله” ومن الأبناء الباشمهندس “سيف الدين” و”خليفة” و”صلاح” والراحل “أسامة” أبرع من يفتح الماسورة بالنبلة ويرمي الصقر- رحمة الله عليه- والراحل “كمال” (يونس شلبي السوداني)- رحمة الله عليه- والأخوات “فطينة” و”سميرة” و”منى”، وأسرة “الشريف أحمد دفع الله” التي كانت تضم الأعمام “عبد الرحمن”- رحمة الله عليه- و”مهدي” و”عباس” و”سيد”، وداخل هذه الأسرة أسر أخرى، أسرة “خليل عبد الرحمن” ومن الأبناء “علاء الدين” و”عبد الحميد” و”عدلي” (طبيب) و”عيدبة” (محامٍ) و”عصام” (زراعي) و”عاطف” (مهندس) و”عماد” (اقتصادي)، والبنات “عفاف” و”عزة” و”عبلة” و”عابدة”، والوالدة “حواء عبد الواحد”، والراحل “عبد الله عبد الواحد” كان من أشهر النجارين بالخرطوم، وأسرة “بقار” ومن الأولاد دكتور “صديق” و”حميدة” ومن البنات “زينب” التي وصلت إلى نائب مدير البنك العثماني و”حسونة” و”خولة”.
ولا ننسى مسجد (السيد عبد الرحمن) الذي خرج العديد من حفظة القرآن الكريم، وكان الفضل يرجع للآباء الذين رحلوا عن دنيانا “الفكي إسحق” و”ود النعيمة” و”الفكي عبد الله”.
نواصل