المعادن تجذب الصحفيين قبل المستثمرين!
استطاع الأستاذ “كمال عبد اللطيف” أن يجعل وزارة المعادن جاذبة ليس للمستثمرين، وإنّما للصحفيين، ففي وقت مضى كان الصحفيون يمسحون شارع النيل من وزارة التربية إلى وزارة الريّ والطاقة والطيران وكل الشريط، ولكن لا صحفي كان يحدث نفسه بالدخول للمعادن أو الجيولوجيا، باعتبارها من الوزارات التي لا تمدّ الصحفيين بأي خبر أو معلومة، رغم أنها من الوزارات الغنية بالمعلومات والمعادن.
استطاع الأستاذ “كمال” أن يجعل الوزارة واحدة من اهتمامات الصحفيين من خلال الاكتشافات التي يعلن عنها بين الفينة والأخرى، وقد وجدت الوزارة حظاً كبيراً من الصحفيين عند اكتشاف الذهب فتدفق المنقبون وتدفق الصحفيون عليها، بل هناك عدد من الصحفيين ربما شارك في التعدين من المعدنين الأهليين أو الشعبيين وهنا لا نقصد (المؤتمر الشعبي) وإنما التعدين الشعبي.
لقد كان التنقيب عن الذهب ذا أثر وعائد مادي على المعدنين في التو واللحظة، بمعنى أن المعدنين حال عثورهم على الذهب بالقيراط أو الكيلو تدفع قيمته فوراً بمعنى أنهم لا ينتظرون وقتاً طويلاً فالتاجر معهم في كل لحظة والدفع نقداً وليس بشيك، وهذا الحراك جعل للوزارة سمعة طيبة في أوساط المواطنين فبعد أن كانت مهملة أصبحت الآن على كل لسان.
أمس الأول عقد السيد الوزير “كمال” مؤتمراً صحفياً شرح من خلاله خطة الوزارة واستراتيجيتها في التنقيب عن المعادن والبيئة التي يمكن أن تكون صالحة لهم مع توفير كل المتطلبات التي تساعد على الاستثمارات في هذا المجال المهم، إن كانوا مستثمرين من داخل السودان أو خارجه، حسب ما ذكر السيد الوزير، وقال: هناك عدد من الشركات من كندا وقطر وإنجلترا والصين وروسيا، كلها دول وشركات بدأت تنفتح على السودان، خاصة في مجال التعدين، وقد نجحت دولة المغرب من خلال شركة مناجم التي تشارك إحدى الشركات السودانية عملية التنقيب في منطقة (قبقبة) بولاية نهر النيل، أبو حمد، فقد اكتشفت كميات من الذهب وبدأ الإنتاج البحريني لهذه الشركة والذي افتتحه السيد الرئيس مؤخراً بجانب شركة أرياب الفرنسية التي تعمل في هذا المجال منذ فترة، وتجاوز إنتاجها أكثر من طن، وهذا الإنتاج مع الإنتاج الأهلي ساهم كثيراً في ميزانية الدولة التي تأثرت بخروج البترول بعد انفصال اليوم.
إن إنتاج الذهب لم يكن الهدف الوحيد لوزارة المعادن، بل هناك معادن أخرى، قال عنها السيد الوزير في مؤتمره الصحفي أمس الأول وهو معدن الحديد والذي طرحت ستة مربعات له في مناطق البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية وجنوب كردفان والكميات المعلن عنها تعتبر كميات تجارية وستطرح العطاءات للشركات المتنافسة بالداخل والخارج، ولكن الوزير اشترط على تلك الشركات أن تلتزم بتصنيع الحديد محلياً حتى تستفيد الدولة من عائده مباشرةً.
إن إنتاج الحديد يساعد البلاد في تطوير كثير من الصناعات، ولذلك يحتاج إلى شركات مقتدرة، لأن صناعة الحديد تحتاج إلى رأس مال كبير ليس كالذهب.
إن معدن الحديد الذي بدأت وزارة المعادن الدخول فيه عبر الشراكات الأجنبية، ولكن هناك معادن أخرى عائدها أسرع من الحديد فيا ليت المختصين من الإخوة الجيولوجيين لو اكتشفوا تلك المعادن ذات العائد السريع مثل الكروم، والفوسفات، والمانجنيز، حتى نتمكن من مساعدة ميزانية الدولة التي تأثرت بخروج البترول، وهذا ليس ببعيد، ما دام أبناء السودان من قبيلة الجيولوجيين مهمومين بتلك المعادن بإمكانهم التوصل إلى اكتشافات جديدة لم تكن على البال، كما ظهر الذهب وبكميات كبيرة وبمعظم ولايات السودان.
همسة:
نشكر والدنا “الفاضل أزرق” ومتابعته الدقيقة لحلقات ودنوباوي، واتصاله دائماً بالثناء على الزاوية وإشارته وحديثه له وقع خاص في نفوسنا وهو الزاد والدافع لمواصلتي لتلك الكتابات.
سقط سهواً اسم “بشرى الفاضل أزرق” الذي اتخذ القرية ملاذاً له، عذراً يا خيرات.