ولنا رأي

يوم في الرياض الثورة!

احتلفت مدارس الولاية أمس بانتهاء العام الدراسي 2012م، وأعلنت النتائج لجميع التلاميذ ففرح من فرح وابتهج من ابتهج هو وأسرته بالتفوق الذي حصل عليه التلميذ خلال العام.
وتلقيت دعوة كريمة من الأستاذ “أزهري محمد عمر” مدير مدرسة الرياض الثورة المتفوقة دائماً كل عام، لحضور احتفال المدرسة الذي درجت على إقامته كل عام، وأصبح بمثابة عيد للتلاميذ وأسرهم لما فيه من بهجة وفرحة وترويح عن النفس.
قبل أن أدلف لمكان الاحتفال طفت على المعرض الذي أقامه التلاميذ، جلّه أنصب عن التراث فلن تصدق أن تلك الأعمار الصغيرة قد قامت بهذا العمل المميز، إضافة إلى صناعات مختلفة فوجدت تلميذ يقف بجوار مكيف صغير يعمل بالكهرباء، ولا يقل عن المكيفات التي تستورد من الخارج أو التي تصنع بالداخل، سألت التلميذ من الذي عمل هذا المكيف أجابني أنا.. أسألته في أي الفصول أنت، قال لي: في الصف الرابع، تصوروا تلميذاً بالصف الرابع لا أعتقد أن عمره قد بلغ التاسعة أو العاشرة قام بصناعة مكيف لا يقل جودة عن المكيفات التي تملأ شارع كرري أو شارع الحرية، وهناك صناعات مختلفة قام بها هؤلاء التلاميذ الذين يبشرون بمستقبل زاهر للوطن ولأنفسهم.
لن تصدق أن هذا الاحتفال الكبير الذي أعدّ إعداداً جيداً من حيث التنظيم وتهيئة الصالة المخصصة للاحتفال قد قامت به المدرسة وربما أسر التلاميذ ومجلس الآباء، الحلوى، والفشار، والتمر، وماء الصحة، وغيرها من المشروبات التي تقدم للضيوف.
الاحتفال شرف الأستاذ “محمد الشيخ مدني” رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم، والأستاذ “أبو القاسم محمد أحمد البشير” مدير التعليم بالمنطقة، ومسئولة التعليم بمحلية كرري وعدد كبير من المسئولين مدير بنك أم درمان الوطني، الجميع كانوا في حضرة الاحتفال الروعة، وزاده روعة وجمالاً أولئك التلاميذ الصغار الذين قدموا فقرات تفوق أعمارهم من أناشيد وغناء، وقد أبدع التلميذ بالصف السادس كان متمكناً من الأغنية التي أداها وأنت تستمع إليه كأنما تستمع إلى الفنان المبدع “طه سليمان” كان له حضور جيد مما أجبر عدداً كبيراً من الأساتذة من تقديم الثناء له بالطريقة السودانية (التبشير) وهو على خشبة المسرح، وهذا يؤكد أن الصوت والأداء والحضور ينبئ بفنان قادم، ولكن بعد أن يكمل دراساته أن كانت في مجال الطب أو الهندسة أو الصيدلة أو الحاسوب أو أي مجال من فروع العلم المختلفة.
أن مدرسة الرياض الثورة بحق مدرسة تستاهل كل الثناء والوقوف معها لما تقدمه من أعمال مميزة والفضل بعد الله يرجع للإدارة والتي يقف على رأسها الأستاذ “أزهري محمد عمر” ولولاه لما تحقق كل هذا النجاح، فقد خلق مدرسة تفوق المدارس التي يدفع الآباء لها بالدولار ولا أظنها تفوق الرياض الثورة في مستواها، أنظروا مازال الأستاذ مدير التعليم بالمنطقة “أبو القاسم محمد أحمد البشير” قال أن المدرسة في الامتحان التجريبي لشهادة مرحلة الأساس أقل درجة حصل عليها تلميذ بالمدرسة (257) من (280)، وأن الطالب “إبراهيم” قد حصل على (280) درجة من (280)، قال “أبو القاسم” هذا الطالب المميز في كل شيء سوف يكون الأول في شهادة الأساس لهذا العام، فماذا يفعل الطالب الذي يدفع له أهله بالمدارس الخاصة (35) ألف دولار في العام هل سيزيد عن الدرجة الكاملة التي حصل عليها “إبراهيم”.
لقد كرمت إدارة المدرسة في ختام حفلها المعلمين الذين يرجع لهم الفضل في النتيجة المميزة، كما كرمت التلاميذ المتفوقين، تصوروا كل فصل من الأول حتى السابع، كان المشتركون في المرتبة الأولى أكثر من سبعة تلاميذ في كل فصل، فهذا يؤكد على تفاني المعلمين.
عندما قدم الأستاذ “أبو القاسم محمد أحمد البشير” مدير التعليم لإلقاء كلمته خرج الأستاذ “محمد الشيخ مدني” بصورة لفت له الأنظار وأسرع خلفه مدير المدرسة وبعض الأساتذة لم يلـِـق الموقف بمعلم وتربوي على الأقل كان يمسك المايكرفون ويعتذر للحضور بدلاًً عن الصورة التي لا تشبه التربويين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية