ولنا رأي

مغادرة المبدعين!!

المؤسسات الإعلامية لا تحرص دائماً على عامليها، فمن السهولة الاستغناء عن الشخص إن كان مبدعاً أو غيره، فمسألة التمسك ومحاولة إثناء الشخص عن الذهاب إلى مؤسسة أخرى غير موجود، ومهما قدم الشخص للمؤسسة من عمل جيد، ومهما تفانى في عمله يمكن في أية لحظة الاستغناء عنه.. لذا نجد كثيراً من المبدعين يغادرون محطاتهم دون أن يسأل المدير عنهم، بل يقول المسؤول (علينا يسهل وعليك يمهل).. وزيادة المرتب لإثناء الشخص عن الذهاب إلى مؤسسة أخرى غير متوفرة، والجلوس مع الشخص لمعرفة دوافع ترك المؤسسة غير موجود، لذا كم من مبدع غادر واستفادت منه مؤسسة أخرى، ونجد كثيراً من الإعلاميين الآن يغزون الإعلام الخارجي في المملكة العربية السعودية وفي الجزيرة القطرية وفي صحف قطر الثلاث (الراية) و(الشرق) و(الوطن)، وحتى (العرب) التي صدرت حديثاً استقطبت عدداً من الصحفيين السودانيين. وفي المملكة العربية السعودية في (المدينة) و(عكاظ) و(الشرق الأوسط) نجد عدداً كبيراً من السودانيين يعملون داخل تلك المؤسسات، وقد كانت لهم بصمات واضحة في الإعلام السوداني سواء في الصحف (الأيام) و(الصحافة)، أو التلفزيون أو الإذاعة.
 ما قادني للكتابة عن ذلك استغناء قناة النيل الأزرق بكل سهولة عن الشاب المبدع “شيبة الحمد” الذي ظهر بمستوى رائع في تقديم برنامج (أغنيات من البرامج).
لقد استطاع “شيبة” سحر المشاهدين في تقديم البرنامج بصورة رائعة لفتت إليه الجمهور، وكان المخرج المصاحب للبرنامج في غاية الإبداع من حيث أخذ الزوايا والإضاءة والموسيقى المصاحبة للبرنامج، كما استطاع “شيبة” بصوته العذب الهامس سرقة لب المشاهد وهو في عز الليل الذي فعلاً يحتاج إلى الهدوء والاستمتاع بالبرنامج، كما كان موفقاً في اختيار الأغاني والفنانين كذلك. وعندما حاول الذهاب إلى قناة الشروق لم تكلف إدارة البرنامج نفسها بمحاولة إبقائه بزيادة مرتبه أو السؤال والاستفسار عن سبب ذهابه، لذا غادر في صمت، حتى الصحف حينما أوردت الخبر كانت خجلة.
كل مبدع له بصماته الواضحة ولا يستطيع أحد أن يقلده.. فإدارة قناة النيل الأزرق حينما أسندت البرنامج للأخ “مصعب الصاوي”، وهو أيضاً من المبدعين، لم يكن كـ”شيبة”، وكلما تشاهد البرنامج تتذكر “شيبة” بصوته العذب وطريقة تقديمه الفريدة، أما “الصاوي” فينفع في برامج التوثيق والحقيبة، فهو يتحدث أكثر.. لقد فقدت النيل الأزرق أحد مبدعيها في تقديم أجمل البرامج، ولو كان الأستاذ “حسن فضل المولى” يدرك محبة الجمهور والمشاهدين لـ”شيبة” لدفع له من المال الذي يجعله مستقراً بها، وقناة النيل الأزرق لها كثير من البرامج التي ميزتها عن بقية القنوات فإذا لم تحرص على منسوبيها بالتأكيد ستتراجع كما تراجعت القناة الأم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية