(الشين فين) .. "لندن" و"عرمان"!!
{ وفد (الحركة الشعبية – قطاع الشمال) للتفاوض مع الحكومة في “أديس أبابا” مطلع مارس القادم، سيتكون من “ياسر سعيد عرمان” رئيساً وكبيراً للمفاوضين!! و”سايمون كالو” نائباً للرئيس، وعضوية كل من “عبد الله إبراهيم”، “ازدهار جمعة”، “نيرون قلب”، “وليد حامد”، “أحمد سعيد”، “هاشم أورطة”، و”زينب الضي”..!!
{ ما علاقة “ياسر عرمان” بمنطقتي “جبال النوبة” و”النيل الأزرق” ليكون رئيساً لوفد متمرديها للتفاوض حول مشكلاتها؟! وما علاقة “وليد حامد” بكادوقلي و”الدلنج” و”الكرمك” و”قيسان”؟! أم أنه الاستهتار بالتفاوض والتقليل من أهمية وجدية تلك المفاوضات العبثية؟!
{ وقد يقول قائل من شذاذ الآفاق و(المتسطحين الدوليين): إن الشيء بالشيء يذكر، فما علاقة الدكتور “كمال عبيد” بالمنطقتين ليكون رئيساً لوفد الحكومة المفاوض بشأن قضايا المنطقتين؟!).
{ الإجابة أن القانون الدولي يعطي الحكومة – أي حكومة – الحق (الحصري) والتميز على (الأحزاب) والقوى السياسية المدنية بمفاوضة أية (مجموعات متمردة) في أي بلد من أجل إقرار الأمن والسلام والاستقرار.
{ الحكومة هنا تفاوض (كحكومة) قومية، وليس كمؤتمر وطني، أو (شمالية) أو (شايقية) أو (بديرية دهمشية).
{ ولهذا فإن “كمال عبيد”، أو أي (زيد) أو (عبيد)، يمثل (الحكومة القومية) التي بدورها تمثل كل ولايات ومناطق وقبائل السودان، ولا يمثل مواطني (النيل الأزرق) و(جبال النوبة) بأي حال من الأحوال، رغم أن وفد الحكومة يتشكل بالكامل من أبناء المنطقتين، باستثناء الدكتور “كمال عبيد”، ويكفي أنه ضم في الجولة السابقة (أعلى) رتبة عسكرية بين ضباط الحركة الشعبية من أبناء (جبال النوبة) الفريق “دانيال كودي”.
{ المتمردون في المنطقتين عليهم تقديم ممثلين (حقيقيين) و(شرعيين)، خرجوا من أرحام أهلها، ومعاناتهم.. يعرفون مطالبهم، آلامهم وآمالهم وطموحاتهم لمستقبل أكثر أمناً وتنمية وإشراقاً، وليس مفاوضين (سماسرة) و(انتهازيين) يتكسبون من قضايا أهلنا (النوبة) و(الفونج) مثل “ياسر عرمان”، و”وليد حامد”.
{ وبالتأكيد لا أمل مطلقاً، ولا نتائج إيجابية يمكن انتظارها من مفاوضات يرأس وفد المتمردين فيها السيد “عرمان”، السائح بين “أمريكا” و”بريطانيا” و”أديس أبابا” و”كمبالا”..!! (في أمريكا وبريطانيا يجوب أكثر من مدينة)!!
{ وعلى الخارجية البريطانية أن تبحث جيداً عن مصالحها في السودان – البلد الذي كانت تستعمره أكثر من نصف قرن – وتعلم أن “عرمان” لا يمثل إلاّ نفسه وجبهته الثورية التي تمثل (مليشيات) خارجة عن القانون، تماماً كما كان يفعل الجيش الجمهوري الأحمر في (إيرلندا الشمالية) ضد حكم التاج البريطاني.
{ لو كان للجيش الإيرلندي (المتمرد) على بريطانيا، شرعية وموضوعية، فإن لمليشيات الجبهة الثورية و”عرمان” و”عقار” أيضاً شرعية وحقوق دستورية.
{ لماذا إذن حاربت القوات البريطانية الجيش الإيرلندي، ولماذا ترفض دعوات (انفصال) اسكوتلندا؟!
{ في وثيقة داخلية تسربت من الجيش البريطاني عام 2007، جاء فيها أن الجيش البريطاني فشل في هزيمة الجيش الجمهوري الإيرلندي، ولكن نجح على مدى (38) عاماً في (منع) متمردي الجيش الإيرلندي من تحقيق (النصر) عن طريق السلاح!!
{ إذن لماذا تريد بريطانيا – في تناقض غريب – أن تمنح المتمردين في السودان، في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، (حق النصر) عن طريق السلاح؟! لماذا فككت بريطانيا قوات (الشين فين) وتسعى الآن لتأكيد شرعية التمرد في السودان؟!
{ لماذا تستقبل الخارجية البريطانية أمثال “عرمان”؟!