أطباء بلا حدود
زارنا أمس الأول بالصحيفة السيد “كيغن” رئيس بعثة أطباء بلا حدود (السودان) وذلك بناء على تنسيق بين السكرتيرة “نهى” ومسؤولة الإعلام بمنظمة أطباء بلا حدود الأستاذة “آسيا كمبال”.
في بادي الأمر لم أعرف طبيعة الزيارة ظننتها زيارة بغرض المجاملة والتحية ولكن الأستاذة “آسيا” وهي شابة درست بالولايات المتحدة الأمريكية تتقن اللغة الإنجليزية بصورة رائعة وتتمتع بصفاء ذهني وأفق عالٍ ..
بعد التحية والمجاملات ومتى كانت زيارة رئيس البعثة للسودان وما هو انطباعه عن السودان وما هي المخاوف التي كان يحملها قدم السيد “كيغن” توضيحاً عن منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم المساعدات لكل المتضررين بالعالم إن كانوا المتضررين جراء الزلازل أو الفيضانات أو الحوادث المختلفة، لقد فهمت من “كيغن” أن المنظمة منظمة طوعية لا علاقة لها بأي جهة ولم تكن واحدة من منظمات الأمم المتحدة، وتمويلها المالي يأتي من الأفراد وتحاول المنظمة دائماً الاستفادة من مواطني الدولة نفسها، فمثلاً في السودان هناك عدد كبير من الأطباء وغيرهم كمتطوعين مع المنظمة في مناطق القضارف وسنار وشمال وجنوب وشرق دارفور وهي المناطق التي تحتاج إلى الخدمات الطبية والعلاجية، فمثلاً في منطقة القضارف ينتشر مرض “الكلازار” وتحرص المنظمة على تقديم المساعدات للمرضى، بالإضافة إلى وضع الدراسات اللازمة التي تعين على إيجاد علاج ناجع للمرض مع منظمات الصحة العالمية أو بالتعاون مع وزارة الصحة الاتحادية، وقال إن المنظمة تعمل بالتعاون مع الوزارة، واستطاعت أن تقدم خدمة لمعظم المواطنين المصابين بهذا المرض، كما أنها تقوم بعمل كبير في مناطق دارفور أيضاً.
حاولت من خلال الحوار الهادي مع السيد “كيغن” أن أعرف موقفه مما يثار حالياً عن عمل المنظمات داخل السودان والغطاء الذي تعمل من خلاله بمعنى أن معظم المنظمات تخدم أغراض جهات أخرى، السيد “كيغن” أكد ذلك وقال بالفعل هناك منظمات تخدم أغراض جهات أخرى، ولكن منظمة أطباء بلا حدود ليس لها غطاء ولا تعمل وراء جهات أخرى بقدر ما هي منظمة لها استقلاليتها وحيادها التام في ما تقوم به من عمل وخدمة للمواطنين أو المتضررين وضرب مثلاً بحادث بص أصيب فيه عدد كبير من المواطنين قال: “نحن هنا لا ننظر إلى لون الشخص السياسي أو القبلي بقدر ما يهمنا كيف ننقذ المتضررين أولاً، فنبدأ بالأكثر إصابة ثم الذي يليه وهكذا حتى يتم إنقاذ كل المواطنين)، وقال: “إن هناك عدداً من الأطباء يعملون معنا بجانب آخرين متطوعين ولكن لم يكونوا أطباء ولكن يقفون مع المنظمة في أعمال مختلفة).
وقال إن كثيراً من الدول وكثيراً من المسؤولين بها لهم فهم خاطئ حول طبيعة المنظمات وإذا كانت هناك منظمات تقدم المساعدات للمواطنين وفق أهداف محددة فهذا لا يعني أن كل المنظمات تقوم بنفس العمل وفي هذه الحالة تكون هناك منظمات قد ظلمت بالتعميم، وقال: “نحن نحاول الآن أن نصل إلى الإعلام لكي نوضح طبيعة عملنا حتى لا نفهم خطأ أو نضاف إلى بقية المنظمات المسيَّسة).
لقد أحسست بصدق ما يقوله “كيغن”؛ لأن الأطباء هم رسل الإنسانية ولا أعتقد أن طبيباً سيتاجر بقضيته، فهو يحاول إنقاذ البشرية مما يصيبها من أمراض حتى عندما انتشرت الحمى الصفراء مؤخراً قال إن المنظمة كانت أول من قدم الخدمة للمواطنين لأن هذا عمل إنساني لابد أن تسرع المنظمة في المساعدة فيه، نأمل أن يكون عمل كل المنظمات التي تعمل في السودان كما تعمل منظمة أطباء بلا حدود ليس وراءها أجندة أو تنفيذ لسياسات دول أخرى.