ما زال السودانييون يستهترون بفيروس (كورونا)، فالحياة عندهم تسير بصورة طبيعية، رغم التوجيهات التي قدمت من اللجنة العليا. فأمس الأول أصدرت اللجنة قراراً بالحظر الشامل اعتباراً من (السبت) القادم، إلا أن البعض ما زال يعتبر الأمر ليس بالدرجة الخطيرة لإجراء هذا الحظر الكامل، وانتقد البعض القرار، صحيح الدولة حينما أعلنت هذا القرار ليس لديها الإمكانيات التي تساعد بها الأسر الفقيرة أو الذين ينالون رزق اليوم باليوم، ولكن لو علم أولئك خطورة المرض وما يسببه من هلاك للبشرية لاقتنع أولئك وبقوا في منازلهم، ولو أكلوا وجبة واحدة بدلاً من الضرر الذي يلحقه خروجهم إلى الشارع العام. إن فيروس (كورونا) لا يشعر به أحد حتى الإصابة لا تكتشف، إلا بعد مضى أربعة عشر يوماً، وهذه الفترة لا قدر الله إذا أصيب الشخص وخالط العشرات من المواطنين بدون أن يعلم إصابته بالمرض أو معرفة أولئك بأنه مصاب سوف يتضرر الكثيرون جراء هذا التهور؛ لذا لابد أن نعي خطورة المرض، وأن نبتعد من تلك الحالة اللا مسؤولة؛ حتى يتجنب أبناء هذه الأمة الهلاك، فالفيروس يمكن أن يصيب العشرات في لحظة واحدة، كما حدث في إيطاليا و فرنسا و بلجيكا و غيرها من المدن والعواصم التي انتشر فيها المرض في لحظات. إن منظمة الصحة العالمية تحذر أفريقيا جراء هذا الوباء، وإذا تعافت أوروبا أو الصين فأفريقيا سوف تكون المحطة القادمة لهذا الفيروس، فإن لم نحترس له بالتأكيد سوف تهلك أمة كبيرة، والسودان دولة تعاني من الجهل والمرض والفقر وضعف الإمكانيات، فلا قدر الله إذا انتشر سوف نفقد أعزاء كثيرين، كما قال أحد رؤساء الدول، حينما بدأ الفيروس ينتشر في أوروبا، فقال سوف تفقدوا أعزاء لكم بسبب هذا الفيروس، لذا وحتى لا نفقد أعزاء لدينا يجب أن نتحوط، وأن نسمع حديث الجهات المسؤولة في الصحة و اللجنة العليا، وألا يكون الاستهتار وعدم الاكتراث بهذا الفيروس، فثلاثة أسابيع أو عشرة ليست كثيرة في سبيل الحفاظ على البشرية، اعترض كثير من المواطنين بعد إعلان الحظر الشامل الذي سيطبق (السبت) القادم، ولكن الاعتراض بدون معلومات سوف يهلك أولئك الذين يستسهلون الأمر، فاللجنة العليا لو لم تكن لديها المعلومات الكافية حول خطورة المرض، فلن تقدم على تلك الخطوة لأنها ليست لديها مصلحة في حبس الناس في المنازل، بل العكس من مصلحتها أن يكون هناك إنتاج حتى على المستوى الشخصي، وليس على مستوى الدولة.. فالحفاظ على النوع البشري يهم تلك الجهات المسؤولة، لذا يجب أن نخضع إلى أوامر الدولة، بدلاً من تلك اللغة الاستهزائية بالمرض، لقد لاحظنا حينما طالب البعض بعد إغلاق مطار الخرطوم ومناداتهم بفتح المطار لإدخال العالقين في بعض الدول واستجابت الدولة إلى تلك الأصوات العالية التي لا تعرف مدى الضرر الذي سوف يحدثه فتح المطار، ولما فتح المطار خلال يومين ظهرت تلك الحالات التي تم رصدها بعد فتح المطار، فكل الحالات التي في الحجر، ما هي إلا تلك الحالات التي دخلت بعد فتح المطار، بل إن السلطات المختصة لم تتحوط تماماً عندما دخل أولئك.. وحينما اكتشفت الحالات التي بلغ عنها اتضح أنها من القادمين من الدول المصابة بالفيروس، وما زالت السلطات تبحث عن القادمين في تلك السفريات، ودخلوا، ولم يبلغوا عن أنفسهم، ولذلك فإن الدولة تقوم الآن بالحظر الشامل تحوطاً من الحالات التي دخلت، ولم يبلغ عنها القادمون، خوفاً من انتشار المرض، فعلى المواطنين أن يتحلوا بالصبر، فكلها أيام إن شاء الله وتنقشع غمة المرض، وتعود الحياة إلى طبيعتها.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق