منذ أن كنا صغاراً نسمع بأن السودان سلة غذاء العالم، وظل كل تلاميذ الدنيا يسمعون تلك المقولة، ولكن لم نعرف الأسباب التي منعت أن يكون السودان سلة غذاء العالم، اليوم وبسبب فيروس (كورونا) لجأت الدول العربية مثل الكويت والبحرين لشراء المأكولات الزراعية من السودان مثل البصل والثوم وغيرها من المأكولات الزراعية التي كانت تستجلبها تلك الدول من أوروبا. إن السودان ما زال مؤهلاً ليكون في طليعة الدول العربية والأفريقية من حيث الإنتاج الزراعي فأرضه ما زالت بكراً، وماؤه عذباً، وكل مقومات النجاح في الإنتاج الزراعي متوفرة، بل إن معظم أهل السودان في الريف أو في المدن يأكلون طعاماً طازجاً خضاراً أو لحماً أو سمكاً أو بيضاً أو لبناً، وهذا لا يتوفر لدى الكثير من الدول العربية أو الأوروبية، فمعظمها تأكل لحوماً أو خضاراً مجمداً، لذا يجب على ىالدولة أن تفتح باب الزراعة لكل من يرغب فيها، مع توفير كل إمكانيات الزراعة وبأسعار تساعده في الإنتاج. إن مرض (كورونا) فتح للسودان باباً لتصدير منتجاته الزراعية التي أقبلت عليها الدول العربية، بعد أن أغلقت المطارات وعجزت الدول الأوروبية عن تصدير تلك السلع إلى الدول العربية أو الأوروبية الأخرى، ففي المملكة العربية السعودية يباع كيلو البصل بثمانية ريالات، وكيلو الخيار بسبعة ريالات، والطماطم بسبعة ريالات، فإذا ضربنا سعر الريال في ثلاثين جنيهاً، فالمبلغ كبيراً جداً مقارنة بالسعر الذي يباع به في السوق الداخلي، أي أن سعر كيلو الطمام إذا كان بالداخل خمسة وعشرين جنيهاً، فالكيلو يساوي (210) جنيهات إذا ضربنا سعر الريال في سعر الجنيه السوداني. إن السودان مهيأ أن يلعب دوراً كبيراً في المنطقة من خلال منتجاته الزراعية، فالمنطقة الشمالية يمكن أن تحول جلها إلى أراضٍ زراعية، وتنقل منتجاتها بالطائرات إلى الدول العربية وليس عبر البحار، حتى ولو أصبحت التكلفة عالية، إن السودان إذا ما أقدم على الزراعة يمكن أن يأكل من فوقه ومن تحت أرجله، فكل مقومات الإنتاج متوفرة، فإذا ضربنا مثلاً بالبصل والخيار والطماطم، هذا بخلاف المانجو والليمون والبرتقال، فإن العملة التي يمكن أن تدخلها تلك المنتجات إلى البلاد أكثر من العملة التي يمكن أن يدخلها البترول، إن الاتجاه نحو الزراعة هو الأفضل والأسهل، فقط يحتاج إلى الميكنة الزراعية المتطورة والبذور المحسنة مع همة عالية من قبل المزارعين ومساعدة من قبل الدول، وقد لاحظنا الإنتاجية العالية التي حققها القمح في كل الأراضي المزروعة هذا العام، فهذا محصول واحد فما بالك ببقية المحاصيل الأخرى، وهناك منتجات لا تحتاج إلى كثير عناء مثل الصمغ والقنقليز والقضيم وغيرها من المنتجات الزراعية التي يمكن أن تدر دخلاً من العملات الصعبة، فالسودان به من المنتجات الزراعية التي تدخل في عمل الأدوية مثل الأعشاب كالسنمكة والمحريب والنعناع والقرض وبعض المنتجات التي لا نلقي لها بالاً ولكنها مرغوبة في العالم، وتستخرج منها الأدوية الطبية، فأهل السودان الكبار كانوا لا يتداوون إلا بتلك الأعشاب وليس لها أي آثار جانبية مهما تناولت منها من كميات، فحقيقة السودان هو سلة غذاء العالم، فعلى هذه الحكومة أن تتجه إلى الزراعة، وتنسى المنظمات الدولية والدول التي تمتد لها الأيدي أعطتك أو منعتك، إن المرحلة القادمة هى مرحلة الزراعة، فعلينا أن نتجه جميعاً نحوها لأنها هي الخلاص لهذه الدولة من الفقر والمرض.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق