التزم المواطنون منازلهم من الثامنة مساءً وحتى الساعة السادسة، ولكن الهيئة القومية للكهرباء لم تلتزم بتوفير الكهرباء للمواطنين فظلت الكهرباء قاطعة صباح مساء ولم تراعِ حالة فيروس كورونا، فالهيئة القومية للكهرباء لم يفتح المولى عز وجل عليها بإصدار بيان يوضح للمواطنين أسباب القطوعات المستمرة، ولم تستثنِ مدينة أو قرية من تلك القطوعات، فالصيف هجم والبعوض عاود الطنين فلا منجاة من الحر والبعوض والكهرباء القاطعة، فطالما الدولة عملت حظر تجول لكل المواطنين يجب أن تعمل على توفير الكهرباء للمواطنين بمساكنهم، فلا يعقل أن يدخل المواطن بيته ويلتزم بالحظر ويجد الكهرباء قاطعة وإذا حاول أن يرقد في الحوش لم يسلم من البعوض، إن دولتنا لم توفر البيئة الصالحة للمواطن ومع ذلك تفرض عليه الحظر وهي معادلة لن تستقيم أبداً فطالما أصدرت تلك القرارات فمن المفترض أن توفر ما يقابلها من التزام من قبل المواطن حتى المواصلات لا فرق بين حالة الحظر والحالات العادية، فالمواطن دائماً في حالة استغلال المواقف فلم يرحموا المواطنين، فشكا العديد منهم بأن أصحاب المركبات استغلوا المواقف لمصلحتهم فمنهم من زاد التعريفة إلى مية المية ومنهم من لم يلتزم بخط السير المرسوم له، لذا تجد المواطن في حالة ركض وراء المركبات فما إن يصل إلى المركبة يتعلل صاحبها بعد الذهاب إلى المنطقة الفلانية بل هو من يحدد خط سيرها علما أن كل مركبة لها خط سير معين لا أدري متى يرتفع أصحاب المركبات إلى مستوى المسؤولية ونحن في مرض قد يفتك بالإنسان في أي لحظة بينما نحن ننظر إلى كيفية تحقيق الربح من خلال تلك الأزمة التي نعيشها، فالدولة التي فرضت حظر التجول على المواطنين خوفاً من انتشار المرض فعليها أن تتفقد مواقف المواصلات وإلزام أصحاب المركبات بالتقيد بخطوط السير أو العمل على نقل المواطنين بمركبات الدولة حتى يتم تطبيق الحظر مية المية طالما الدولة قامت بهذا الإجراء من أجل المصلحة العامة، إن فيروس كورونا أشبه بالماء الذي يجري أسفل الجسر فلا أحد يعرف متى يخرج إلى السطح فإن خرج سيدمر كل المنطقة فهكذا فيروس كورونا لا أحد يعرف متى يصيب المواطن فإن أصابه سيكون دماراً على البشرية.. لذا لابد أن نتقيد ونلتزم بالموجهات التي وضعتها الدولة قبل أن تنتشر العدوى ويصعب من بعد ذلك السيطرة عليها، إن فيروس كورونا وعلى الرغم من كل مقاطع الفيديوهات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي بصورة كثيفة، وكيف تمت إصابة الآلاف من المواطنين بدول العالم، إلا أن السودانيين مازالوا يستهترون به، فنلاحظ العديد منهم لم يضع الكمامة أو المنديل في أنفه حينما يعطس ونلاحظهم بنفس العادات والتقاليد القديمة في عملية السلام والمصافحة والمقالدة التي اعتادوا عليها، بل هناك البعض الذين يسخرون من الذين يرفضون مصافحتهم، إن مرض كورونا مازلنا نتهاون به، ولكن أن انتشرت العدوى فلن يسلم أحد منه، لذا لابد أن نقي أنفسنا وأن نبتعد من التقاليد القديمة إلى أن تمر تلك الفترة بسلام بدلاً أن نعض بنان الندم لا قدر الله لو انتشر الفيروس في كل أرجاء البلاد.