أعلن ـ قبل فترة ـ رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” قراراً برفع سعر القمح إلى ثلاثة آلاف جنيه، بدلاً من (2500)، ورحب الإخوة المزارعون بالسعر الجديد، وفرحوا أيما فرح، واستبشروا خيراً بالأسعار الجديدة، ولكن بعد الإنتاجية العالية التي حققها القمح بالجزيرة، حاول المزارعون النكوص عن استجابتهم للقرار السابق، وحاولوا أن يضعوا سعراً جديداً، حينما دخل السماسرة، والمستفيدون من تلك الكميات الكبيرة التي حققها محصول القمح، فأصدر السيد الوزير قراراً جديداً ألزم بموجبه كل التجار أن يباع المحصول إلى بأكمله إلى البنك الزراعي، وأصدر توجيهات لكل من يخالف القرار أو التوجيه ستكون عقوبته السجن أو الغرامة، ولكن المستفيدين من تلك الكمية الهائلة من إنتاج القمح، حاولوا تحريض المزارعين بعدم الاستجابة إلى قرار رئيس الوزراء، واتهمهوه بأنه (دكتاتور) يريد أن يستولى على عرق المزارعين البسطاء. إن السيد رئيس الوزراء لابد أن يمضي في تطبيق القانون، وكل من يخالف ذلك يجب أن يودع السجن؛ لأن السيد الوزير حينما رفع أسعار القمح لم يعلم أن الإنتاجية ستكون بهذه الكمية الكبيرة، فضغط على الدولة، وتحمل وزر القرار إن كان لمصلحة المزارعين أو لمصلحة الدولة، ولكن هناك جهات مستفيدة من ذلك تحاول أن تحرض المزراعين بعدم قبول السعر الذي أعلن عنه السيد الوزير قبل الحصاد؛ لذا فإن السيد الوزير المتهم بالضعف وعدم القيام بعمل يفيد البلاد والعباد، ها هي نفس الجهة تلك، تريد أن تقول عنه (دكتاتور)، ويريد أن يأكل عرق المزارعين، فإن تراجع عن القرارات التي أطلقها بالأسعار التي أعلنها من قبل، فسوف تمرر عليه أشياء أخرى، فالسيد الوزير مستهدف من قبل تلك الجهة التي لا تريد للثورة أن تمضي إلى غاياتها، فالقمح سيكون أول اختبار له، فإما أن يمضي فيه، وإما يأكله (الثور الأبيض)، فالسوق الآن مشتعل فكل شيء في زيادة خاصة ما يهم معاش الناس، فالسكر الذي لم يتجاوز الأربعين جنيهاً مع بداية الثورة، الآن أصبح كيلو السكر من أربعين جنيهاً إلى ثمانين جنيهاً، أي أن الجوال سعة عشرة كيلو أصبح بثمانمائة جنيه، ورمضان لم يحل علينا، ونعرف كم كمية السكر التي لا يتم استهلاكها في هذا الشهر، ناهيك عن بقية الاحتياجات الضرورية التي يتطلبها الشهر الفضيل. إن رئيس الوزراء لابد أن يكون سيفاً مسلطاً على كل من تسول له نفسه اللعب بقوت الشعب، فالبداية القمح الذي عانى المواطن من الحصول على قطعة الرغيفة طوال الفترة الماضية، وارتفعت الأسعار عالمياً، فلمَّا منَّ الله على هذا الشعب وهذه الحكومة بالإنتاجية العالية يحاول أصحاب النفوس المريضة أن يتاجروا في الأسعار، محاولين استغلال المزارع من أجل المكاسب الرخيصة والعمل على ضرب رئيس الوزراء والحكومة والعمل على إفشالها بعد أن بدأت تتعافى من خلال هذا الإنتاج الوفير ومن ثم سوف يعقبه رخاء لهذا الشعب الصابر والمحتسب؟ فمن نعم المولى على الشعب أن مد في فصل الشتاء مما ساعد في هذه الإنتاجية العالية من القمح وحتى الخضار والفواكه وهذا يعني أننا موعودون برخاء في بقية السلع الأخرى.. فانظروا إلى الطماطم التي تجاوز سعر الكيلو منها الفترة الماضية الثلاثمائة جنيه الآن الصفيحة التي تحتوي على أكثر من سبعة أو ثمانية كيلو أصبحت بمائة جنيه، أو تزيد قليلاً؛ لذا على السيد رئيس الوزراء ألا يستكين إلى أولئك المخذلين، فليضربهم بيد من حديد، وألا يرأف بهم أبداً من أجل هذا المواطن الغلبان.
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق