ولنا رأي

هل فشلت صحافة الحكومة؟ (25)

عندما أصبحت المشكلة المالية تواجه صحيفة (الأنباء) بالخرطوم (3) قبالة القسم الجنوبي بالبناية التي تقدر قيمة إيجارها بـ(96) مليون جنيه تقريباً سنوياً، لم يكن هناك مفر إلا الانتقال إلى مقر حكومي يوقف نزيف هذا الإيجار، وصدر قرار بترحيل الصحيفة من الخرطوم (3) إلى الخرطوم بحري كوبر المنطقة الصناعية في المبنى الذي كانت تشغله صحيفة (الأيام) إبان الحكم المايوي، ومن ثم آل إلى صحيفة (الإنقاذ) التي جرى دمجها في صحيفة (الأنباء).
الدكتور “أمين حسن عمر” رئيس مجلس الإدارة تم تعيينه وزير دولة بوزارة الإعلام، وعجز تماماً عن إيجاد المال اللازم الذي يساعد على استمرار مشروعه الإعلامي الذي كان يحلم به، الصحيفة السياسية (الأنباء)، ومن داخلها تخرج الصحيفة الرياضية، ثم الصحيفة الاجتماعية، ثم الصحيفة الاقتصادية، ولكن يبدو أن هناك مشكلة واجهت الدكتور “أمين” في الإيفاء بكل المتطلبات المالية التي حاولت الدولة أن تلتزم بها، ولذلك ربما أرادت الدولة أن تتخلص منه باعتبار أن الصحيفة كلفت الدولة أكثر من اللازم ولم تحقق أية فوائد مالية، بالإضافة إلى أن نسبة التوزيع لم تكن بالقدر المطلوب، وربما حتى السياسة التحريرية المنفتحة لم تكن الدولة راضية عنها، لذلك عُيّن الشيخ “يس عمر الإمام” رئيساً لمجلس الإدارة، والأستاذ “النجيب آدم قمر الدين” رئيساً للتحرير، و”السر حسن فضل” الذي كان يشغل منصب رئيس التحرير ولم ترض عنه الحكومة لبعض الأسباب، تم تعيينه مستشاراً للتحرير، فيما عُيّن الأستاذ البروفيسور حالياً “محمد البشير عبد الهادي” مديراً عاماً للصحيفة.. حملت مجموعة من العربات (العفش) الموجود بالخرطوم (3) إلى مباني الصحيفة بالمنطقة الصناعية كوبر، وأصبح الطابق الأرضي مخصصاً لرئيس مجلس الإدارة “شيخ يس” والأستاذ “محمد البشير عبد الهادي” ورئيس التحرير، فيما خُصص الطابق العلوي للإدارة السياسية والقسم الرياضي الذي كان يرأسه الأستاذ “محجوب عبد الرحمن” و”عوض بابكر” و”صلاح” بالإضافة إلى قسم المنوعات الذي يرأسه الأستاذ “حسن البطري”، ومكتب خاص بالأستاذ “أحمد محمد شاموق” الذي شغل فيما بعد رئاسة تحرير مجلة (بلادي) التي سبق أن ترأس تحريرها الأستاذ “المكتفي بالله سرور” وجزء من قسم الأخبار الذي كان يضم “سيف الدين عثمان” و”محفوظ عابدين” و”محمد عمر جامع”، بالإضافة إلى الأستاذ “علي عبد الكريم” الذي كان يشغل منصب مدير التحرير وقتها. والطابق كان يضم بعض الزملاء أمثال “محمد يوسف” و”فضل الكريم سلامة” وبعض المتعاونين.
في مبنى الصحيفة كانت هناك مطبعة، وحدة لطباعة الصحيفة، ووحدات كانت مخصصة لطباعة الكراسات منذ صحيفة (الأيام)، ولكن نظراً لبعض المشاكل المالية التي واجهت الصحيفة خُصصت تلك الوحدة لطباعة بعض الكتب، وكانت تضم مجموعة من (الطِبيعين) الأفاضل مثل مولانا “علي” وغيره، كما كانت تضم الصحيفة مكتبة ضخمة يرأسها الأستاذ “عبد الغفار” و”فائزة” و”وديدة” و”نادية بشير”، والمكتبة كانت تضم أرشيفاً كبيراً به كل ما يصدر بالصحيفة، بالإضافة إلى أرشيف خاص لكل محرر، وهذا عمل متطور لم يكن متوفراً في أية صحيفة.
{ همسة
فاتنا أن نذكر أن من بين الكُتاب بصحيفة (الأنباء( كان الأستاذ “إسحق أحمد فضل الله” و”علي يس” والراحل “مهيد بخاري”.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية