أخبار

يوم الحديقة

} أثارت قضية الأرض التي حصلت عليها منظمة الشهيد “الزبير” من الحديقة الدولية ردود أفعال واسعة، ولكن أكثر ما أثار الاستغراب أن رجلاً مثل السيد عز الدين السيد قد ورد اسمه في القضية بصفته رئيساً لمجلس الصداقة الشعبية العالمية الذي يملك أرض الحديقة الدولية وفي الوقت ذاته يتولى السيد عز الدين رئاسة منظمة الشهيد الزبير الخيرية التي حصلت على قطعة أرض في مساحة (4) آلاف متر..
} مصدر الدهشة أن السيد عز الدين السيد ولج ساحة العمل العام في النصف الأول من الستينيات وهو جيل ما بعد الأزهري.. جلس على كرسي الوزارة عام 1965 كوزير للصناعة والتعدين وحينها كان اتحادياً ديمقراطياً قبل أن يصبح مايوياً ليرتقي لمنصب رئيس مجلس الشعب، ثم مؤتمر وطني من 1989 وحتى اليوم.. في مسارات تاريخ السيد عز الدين لم ترتبط به واقعة فساد أو تجاوز في كل الحقب التاريخية، فكيف له أن يطلب المصادقة بأرض حكومية لمنظمة يرأسها من جهة أخرى هو رئيسها؟
يوم أمس الأول تلقيت دعوة من السيد عز الدين السيد لزيارته في مكتبه بمنظمة الشهيد للحديث عن الواقعة التي وردت في مقالة سابقة وتعقيب مولانا أحمد عبد الرحمن محمد.. ما كان الرجل غاضباً ولا معاتباً.. ولكنه بسط المعلومات التالية بشأن أراضي الحديقة الدولية من خلال الأمين العام للمنظمة د. “إبراهيم عبد الحليم” ومولانا “طارق عبد الفتاح” نائب الأمين عن قصة الأرض التي منحت للمنظمة بمبادرة من رئيس الجمهورية وفاءً للشهيد “الزبير” ودعماً لنشاط المنظمة التي تكشف من خلال المعلومات التي أوردها “طارق عبد الفتاح” أنها لا تتلقى أي دعم من وزارة المالية وحكومة السودان وغالب مشروعاتها في كفالة الأيتام وبناء المساجد تأتي من خارج الحدود.. والرئيس عند زيارته لمقر المنظمة في إحدى الأمسيات أصدر توجيهاً نافذاً بأيلولة القطعة الواقعة جنوب مقر المنظمة لها لتشييد قاعة مؤتمرات يذهب عائدها لصالح الفقراء والأيتام.. وبناءً على توجيه الرئيس ولأغراض تسجيل القطعة لصالح المنظمة طالبت سلطات الأراضي منظمة الشهيد “الزبير” بخطاب تنازل من مجلس الصداقة الشعبية العالمية الجهة المالكة اسمياً للأرض وكتب مولانا “أحمد عبد الرحمن محمد” خطاباً بصفته الأمين العام لمجلس الصداقة للأراضي بالموافقة على تسجيل الأرض بناءً على توجيه الرئيس لصالح منظمة الشهيد، وفي كل المكاتبات بشأن الأرض لم يرد ذكر السيد عز الدين السيد ولم يكتب خطاباً بصفته رئيساً لمنظمة الشهيد.. أو خطاباً بصفته رئيساً لمجلس الصداقة.
إن كل ما ورد في هذه الزاوية عن القضية كحقائق صحيحة ولكن كوقائع فيها تحامل على شخصية وطنية ظلت فوق شبهات الفساد منذ دخولها ساحة العمل العام في الستينيات وحتى اليوم.
} وثمة حقائق أخرى تكشفت من خلال استقصاء المعلومات عن الحديقة الدولية التي هي أرض حكومية، لعز الدين السيد الفضل الكبير في حجزها منذ عهد مايو وحتى اليوم ذهب بعضها لمنظمات أخرى كالشهيد “مجذوب الخليفة” وبعضها لمصرف أفريقيا واتحاد أصحاب العمل وانتفع بخبراتها أهل السودان .. ووقف السيد عز الدين السيد حارساً لأرض حكومية حتى لا ينالها الأشخاص والأفراد بالبيع.
شكراً لمولانا “طارق عبد الفتاح” وللصديق الباحث “جمال الدين شريف الزين” اللذين بفضلهم وطريقهم تعرفت على رجل من حقه علينا أن نعتذر له جهراً وعلناً عما أصابه جراء ما ورد في هذه الزاوية، حيث يتدثر أحياناً الصالح العام بالمصالح الخاصة عن رواة الوقائع وما آفة الأخبار إلا رواتها!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية