مسألة مستعجلة - نجل الدين ادم

المخرجات مزيد من اللجان !

ينبغي للحكومة لو كانت جادة أن تقف عند الحديث الذي قاله رئيس حزب المؤتمر السوداني د.”عمر الدقير”، بأن الوضع الحالي في البلاد خطير ولا بد من مراجعة أداء الحكومة، والرجل هو جزء أصيل في حركة التغيير والثورة ومن مكونات الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية التي تهتدي بمشورتها ورأيها في إدارة شأن البلاد.
بالفعل الوضع خطير للغاية والأزمات تحاصرنا من كل الاتجاهات فالعملة باتت مجرد ورق فقد قيمته الحقيقية في ظل وقف عجلة الإنتاج وفي ظل ارتفاع سعر صرف العملة الأجنبية إلى أرقام قياسية، والحكومة تعجز عند مسايرة المعالجات الطارئة التي يستوجب إجرائها في الحين والحال، وما اعتراف وزير المالية “إبراهيم البدوي” في مؤتمره الصحفي يوم (الخميس) بتعذر توفير عملات أجنبية لشراء القمح إلا واحدة من تأكيدات “وشهد شاهد على أهلها”، بأن الوضع تجاوز معدلات الصبر، وهو يشير إلى أن ذلك ما دعا الوزارة للاستعانة بشركة الفاخر لتوفير النقد الأجنبي.
توقعت أن تكون هناك مخرجات قوية لاجتماع يوم (الخميس) الذي أطلق عليه حاسم، بين المجلسين السيادي والوزراء وقوى الحرية والتغيير، بشأن التدهور الاقتصادي الحالي وتفاقم الأوضاع المعيشية، لحسم الكثير من هذه المشكلات، ولكن تمخض الجمل فولد فأراً، مزيد من اللجان كانت واحدة من المخرجات التي تم التوصل إليها فيما يلي التدهور المريع للوضع الاقتصادي.
ستة أشهر بالفعل كافية للحكومة الانتقالية على الأقل في التعامل مع الأزمات وإيجاد حلول ولو مؤقتة، ولكن ما نشهده أن الكثير من وزراء الحكومة فشلوا في إدارة ملفاتهم، ولذلك نجد أن الأوضاع تمضي في حالة تأزم يوماً بعد يوم، الأوضاع المعيشية باتت لا تطاق ولا أحد يستطيع مسايرة الحياة اليومية ولو بالحد الأدنى، الأثرياء تأثروا قبل الفقراء الكل تأثر بحالة تدهور الأوضاع الاقتصادية.
الآن الكثير من المواطنين ينامون على حلم الحصول على رغيفة ويصحون على حالة تبدد الأحلام، وصلت مشكلة الرغيفة إلى حد أصبح معه رفع سعره إلى الضعف أهون على أي مواطن من ندرتها التي يعانون منها اليوم ، وبدا لي أن الحكومة أرادت بهذه الخطوة أن توصلنا إلى هذه المحطة.
على قوى الحرية والتغيير أن تعترف بفشل من فوضتهم لإدارة أمر الشعب وإخراجه من الضائقة المعيشية والتدهور الاقتصادي، وأن تضع حداً لهذا الفشل لأنه سيرتد عليهم، كما وقع الفأس على رأس حكومة الإنقاذ التي استمرت فترة حكمها أكثر من ثلاثين عاماً، فهلا اتعظتم؟، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية