عز الكلام

أمرقوا البدل والقمصان!!

أم وضاح

حدثني أخ كريم يعمل في مجال المحاصيل عاد قبل أيام من مدينة النهود، أن المدينة المشهود لها بإنتاج وتسويق أجود أنواع الصمغ العربي والفول السوداني، تشهد تزاحماً وتدافعاً من المستثمرين من كل الدول العربية الذين يأتون للمدينة ويشترون كميات رهيبة من هذه المحاصيل ويقومون بتصديرها إلى الخارج رغم أنها محاصيل نقدية إستراتيجية تجلب العملة الحرة، لكن الدولة تغض عنها الطرف وتجعلها متاحة للأجانب يشترونها بتراب القروش وبالكميات التي يرغبون فيها، ثم يعيدون تصنيعها إلى صناعات مختلفة، ويتكسبون منها ولخزائن بلادهم ملايين الدولارات، بدليل أن محدثي قال لي إن أحد المستثمرين من دولة الأردن أخبره بأن جركانة زيت الفول الصافية مثلاً التي يشترونها من معاصر النهود، يجعلونها جركانتين هناك بشوية إضافات لا تقلل من جودتها، لأن محتواها نقي وفوق الممتاز، فتخيلوا معي حجم ومقدار الثروة التي تتميز بها بلادنا ونحن نستجدي دول أوربا أن تمنحنا قروضاً تزيد ديوننا وتكسر ضهرنا المحمل بالأزمات، ودعوني أقول إنني استغرب أن رئيس الوزراء “عبد الله حمدوك” والرجل خلفيته زراعية، استغرب كيف أنه يؤجل فتح ملف الاستثمار في الزراعة حتى الآن، استغرب كيف أنه يصبر على وزير الزراعة هذا الرجل الذي لا نعرف ما الذي يفعله وما الذي سيفعله لبلد ممكون في لقمة العيش وهو كالعير يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول، وبلادنا تمتد فيها الأراضي الزراعية الخصبة حيثما يمتد البصر وتتسع البصيرة، والمسألة فقط تحتاج لإرادة وخبرة وإدارة، وكدي اقتدوا وتعلموا من تجربة الرجل الأسطورة “الراجحي” الذي حول التراب إلى ذهب، والحصى إلى قمح يسر الناظرين، يا “حمدوك” يا أخي تقدم الموسم الزراعي القادم وادخل إلى هذه المعركة، معركة الحياة ومعركة أن نكون أو لا نكون، أدخل الأشاوس في قواتنا المسلحة من فرق المهندسين والمدرعات لتركيب المعدات والإشراف عليها.
يا “حمدوك” يا أخي أقلع البدلة دي وغادر مجلس الوزراء واترك ملفات الحل والبل لـ”عمر مانيس” فهو كفيل بها، وأدعو الشباب المعبأ بالوطنية والثورية إلى المعركة الكبرى، وبدلاً من أن (يحرسوا الأفران) والدقيق المستورد، دعهم (يحرثون) الأرض ويزرعونها ويسقونها ويحصدون ثمارها، وكن لهم القدوة والقائد والملهم، لكن يا سعادتك قصة ح نعمل آلية دي ما بتأكل عيش، وقصة نكون لجنة دي ما بتودينا لقدام، الحل الحقيقي في الإنتاج وفي هذه الأرض البكر التي نستطيع أن نستثمرها بكسب ثقة المستثمرين العرب لنأكل ويأكل أشقاؤنا وتصبح سواقينا كما وصفها “إسماعيل حسن” (وحتى الطير يجيها جعان ومن أطراف تقيها شبع)، منو يا سعادتك قال ليك حل مشكلتنا الاقتصادية في الذهب، وكل ما نملكه في هذه البلاد من ثروات هي أقيم وأغلى من الذهب، لكن من يضرب الأرض بالفأس؟.. منو البتقدم بالفكرة القابلة للتحول إلى واقع؟.. منو عنده الإرادة؟.. منو العنده الوطنية؟.. منو المتجرد الخالي من الأنا والأنانية؟
يا سيدي معالي رئيس الوزراء ده الحل الوحيد لخروجنا من الأزمة، وهو حل نملك معطياته وآلياته، فقط نحتاج من يبدأ ضربة البداية ويخرج شعبنا من دائرة التنظير والجلوس على كراسي الفرجة والسلبية والإحباط، وعندها تستحق أن تضع اسمك جنباً إلى جنب القادة العظام الذين حولوا مجرى التاريخ وإلا فإنك تشبه غيرك ولا عزاء لوطن تتوالى خيباته وتتسع معاناته.
} كلمة عزيزة
شيء مؤسف أن يتواصل مسلسل الاستهداف والسطحية للحد الذي تنزع فيه درجات الدكتوراه الفخرية التي منحتها بعض الجامعات لبعض الشخصيات، وهو على فكرة أسلوب لا يضير أو يقلل من الذين نزعت منهم، لكنها تقلل من الجامعة نفسها وتضعها في خانة الاستقطاب السياسي، وبالتالي خروجها من قدسية التعليم والحصانة الأكاديمية، عليكم الله انتو في شنو والبلد في شنو!
} كلمة أعز
بعض الذين تمت إعادتهم للسلك الدبلوماسي يحتاجون لدورة تذكرهم بأصول الدبلوماسية والمراسم والبروتوكول، ما ناقصين كفوات وجلطات.
////////////////////
سمية

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية