ولنا رأي

هل من شبه لـ”البرهان” و”شاه” إيران؟!

صلاح حبيب

من خلال الفيلم الوثائقي الذي تبثه قناة العربية عن “شاه إيران” حاولت أن أجد وجهاً للشبه بين الفريق أول “عبد الفتاح البرهان” والأمير “محمد رضا بهلوي” شاه إيران الذي واجه كثيراً من المؤامرات على حكمه، من قبل رئيس الوزراء “محمد مصدق” وأنصار الحزب الشيوعي، الذي حاول أن يقضي على حكمه بعد أن تولى العرش من والده “رضا بهلوي” الذي حكم إيران بقبضة حديدية، لكن في النهاية تغلبت عليه المؤامرات وتنازل عن العرش لنجله “الشاه”، إن الحُكم ليس من السهل أن تعبر به إلى مبتغاك، فلن ترضى عنك الأحزاب إذا كانت في الدولة أحزاباً لا يعجبها العجب ولا (الصيام في رجب)، لقد حاول “شاه” إيران أن يعبر ببلاده عبر الحكم المتوازن ليس متشدداً مثل والده وليس ليناً، فحاول أن يخلط بين المدرستين في الحُكم، ولكن تلك الطريقة كلفته الكثير فتعرض إلى محاولات اغتيال مرتين نجا منهما، كما تعرض إلى ترك إيران نظراً لمؤامرات رئيس وزرائه “محمد مصدق”، ولكن “شاه” إيران ومن خلال تلك الحلقات الوثائقية استطاع أن يقضي على المعارضة الداخلية أولها “محمد مصدق” ثم الزعيم الديني “الخميني” الذي هاجر إلى فرنسا وخلال تلك الفترة التي استخدم فيها “الشاه” العصا الغليظة دان له الحُكم منفرداً، وحاول أن يضع تحالفاً مع الولايات المتحدة الأمريكية لإحداث النهضة في إيران، وبالفعل استطاع “الشاه” أن ينهض ببلاده بعد أن ضرب كل من حاول أن يقضي على حكمه، الحالة التي تعرض لها “الشاه” وقتها هي أشبه بالحالة التي نعيشها الآن أن كانت المؤامرات على رئيس مجلس السيادة “البرهان” أو رئيس الوزراء الدكتور “حمدوك”، فهناك جهات تعمل على إفشال كل الذي يقوم به الرجلان والعبور بالبلاد إلى مصافي الرفعة والنهضة، فالفريق “البرهان” ورئيس الوزراء “حمدوك” أن أرادا العبور بالبلاد إلى غاياتها وخروجها من الحالة التي تعيش فيها فلابد أن تكون قبضتهم حديدية، فالمثالية في الحاكم لا تنفع، فالشعوب تحتاج أحياناً إلى مثل القبضة التي قام بها “شاه” إيران ولولاها لما نهضت إيران، ويبدو أن النهضة التي تعيشها إيران الآن كان واضع لبناتها “شاه” إيران، رغم تكالب الأعداء عليه، فالحاكم الرخو لن يستطيع تنفيذ برنامجه، فالشعوب مهما حاولت أن تكون مثالياً معها فلابد أن تخرج عليك جهة ما تفسد عليك كل خططك وبرامجك.. الآن تجاوزت حكومتنا الستة أشهر فلم تستطع أن تقدم عملاً واحداً يحسب لها والسبب هذا التساهل وهذه المثالية، فالحاكم الذي يضرب بيد من حديد لن تستطيع أي قوى أن تقف في مواجهته، فالفريق “البرهان” والدكتور “حمدوك” لابد أن يستخدما العصا في حكمهما حتى يعبرا تلك المرحلة، وإلا ستظل المشاكل كما هي بل ستجيب عليهم بأنهم كانوا اسوأ حُكام مروا على البلاد.
انظروا إلى الإمام “الصادق المهدي” الذي شغل منصب رئيس الوزراء على فترتين1966 و1988 ولكن ماذا فعل بالمثالية التي اتخذها عنواناً لحكمه، لقد اعتبر الشعب فترة حكمه من اسوأ الفترات التي مرت على البلاد، فجلها كانت صراعات ومشاكل حتى قال الراحل الشريف “الهندي”: (والله لو خطفها كلب، ما يقول ليه جر)، لذا فإن الحاكم لابد أن يتمتع بالصرامة والقوة حتى يتمكن من الاستمرار في حكمه، فكل الحكام الذين حكموا بلدانهم بالحديد والنار استطاعوا أن يحققوا إنجازات رغم ضغط المعارضين لهم، فانظروا إلى الراحل “القذافي وحافظ الأسد وصدام حسين وعلي عبد الله صالح وجمال عبد الناصر” لقد أحدثوا نهضة كبيرة في بلدانهم، لأنهم كانوا لا يرحمون، فنحن في حاجة إلى حاكم لا يرحم، ولكن يعمل على نهضة البلد كما فعل “شاه” إيران.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية