ولنا رأي

متى تنتهي مباراة هلال مريخ دي؟!!

صلاح حبيب

أصبح العداء بين الإسلاميين والشيوعيين أشبه بالعداء بين هلال مريخ، فالطرفان السياسيان ظلا في حالة عداء منذ زمن طويل، فكل طرف يعتبر نفسه أفضل من الآخر كما هلال مريخ، فالهلال لم تعجبه انتصارات المريخ ولا المريخ تعجبه انتصارات الهلال فالكيد بينهما وصل إلى حد الغبينة، حتى المباريات الخارجية لو انتصر فيها الآخر تجد التبخيس للانتصار أو يجدوا العذر للفريق الآخر بأن أرضية الملعب لم تساعده أو الفريق الذي تم الانتصار عليه ضعيف حتى لو كان متقدماً فرق المقدمة في دولته، فالرياضة عندنا أشبه بالسياسة من حيث البغض والكراهية للطرف الآخر، فما لم يتم التصالح بين أبناء الشعب السوداني والعمل على طي تلك الصفحة السيئة، فلن ينصلح حال البلد، فأمس الأول أعلن عن مجذرة كبيرة بوزارة الخارجية طالت ما يقارب المائة وثلاثة دبلوماسيين وإداريين، اعتبروا أن الدولة السابقة عملت على تمكينهم في تلك الوظائف على حساب الآخرين، أي أنها مكنتهم بدون وجه حق، لكن للأسف أن الدبلوماسيين الذين تمت إقالتهم يعدون من الكفاءات المشهود لها، فليس من العقل أو المنطق أن تعمل على إقالة هذا العدد الهائل من الدبلوماسيين، فإذا اخطأت الإنقاذ في بداياتها بإقالة الدبلوماسيين أو شردتهم، فهذا لا يعطي هذه الحكومة الحق في إقالة هذا العدد الكبير، فالدولة قد صرفت على تأهيلهم وتدريبهم ملايين العُملات الصعبة، فلو لم يكونوا كفاءات لما استمروا في تلك الوظائف تلك الفترة الطويلة، صحيح الإنقاذ قامت بالمثل بإقالة عدد من الدبلوماسيين حينما جاءت وشردتهم، لكن نريد أن تنتهي هذه الدوامة، وأن نفتح صفحة جديدة يستفيد منها الوطن، فالصالح يبقى والطالح يذهب فليس كل الإسلاميين سيئين ولا كل الشيوعيين سيئين، فالوطن في حاجة إلى كفاءة الآخرين، ودائماً نضرب المثل بالدولة الأفريقية رواندا التي خرجت من الحرب بين قبيلتي (الهوتو والتوتسي) وراح ضحية تلك الحرب ملايين من الطرفين، ولكن حينما حكموا العقل وعاد الضمير إليهم تناسوا كل تلك الخلافات والصراعات التي أدت إلى تدميرهم، والآن رواندا من أجمل الدول الأفريقية، فنهضت بمستوى غير متوفر لدى كثير من الدول المتقدمة، فالسودان معلم الشعوب في الوطنية وبها من الكفاءات في مجالات الحياة من أطباء ومهندسين وغيرهم من المهن التي لم تتوفر لدى أي دولة أفريقية أو عربية، ولكن مشكلتنا أننا حقودون على بعضنا البعض وحاسدون والغفران عندنا غير متوفر، رغم أن العالم كله وضع السودان في المقدمة، أن كان في مجال العمل أو المجال الإنساني، ولكن بالداخل المحصلة عندنا صفر، فكما ذكرت وضربت المثل بهلال مريخ والإسلاميين والشيوعيين فهذان النقيضان ما لم يقوما بطي تلك الصفحة السيئة التي ورثوها إلى الأجيال فلن ينصلح حال بلادنا.. فهل يعقل أن ثورة عظيمة قادها أولئك الشباب يكون مصيرها هذا الخراب وهذا الدمار، إن عمليات الانتقام والتصفيات لن تحل المشكلة فإذا خرج الإسلاميون من السُلطة اليوم بالتأكيد سوف يعودون إليها مرة أخرى ونفس الانتقام والتصفيات التي يقوم بها الحزب الشيوعي أو الأحزاب الأخرى سوف يمارسونها يوما ما، فقبل أن يتضرر الوطن والمواطن من تلك الأحزاب لابد من عمل ميثاق بينهم يتم من خلاله التصالح والتصافي من أجل تقدم الوطن وإلا فإننا سوف نظل في كل عهد جديد طرفاً يعمل على تصفية الطرف الآخر، فالضائع في النهاية الوطن والمواطن لذا لابد أن تنتهي مباراة هلال مريخ بالتعادل الإيجابي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية