نعم.. متى يبلغ البنيان يوما تمامه… ومتى يكمل السودان يوماً سلامه.. ومتى تستقر البلاد على الجادة، إذا كان كلما جاءت حكومة لعنت أختها.. وكلما هبت ثورة شطبت كل ما أرسته حكومة سبقتها.. وبدأت من الصفر.. ولكن الذي حدث في ثورة ديسمبر المسروقة أن النشامى ممن تسنموا وظائفها فقدوا حتى الطريق إلى السفر.. وراح عليهم رأس الخيط.. وراح عليهم الدرب في الماء.. كما يقول المثل..
ولقد كدت أصاب بالدوار، وأنا أطالع خبراً أذاعه أحد الثوار يقول فيه بملء فيه إنهم في لجنة إزالة التمكين قد طردوا أكثر من (٤٠) سفير وبضعة وثلاثين دبلوماسياً، وبضعة عشر ما بين وزير مفوض وإداري.. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود.. استغنوا عن خدماتهم بكل بساطة وفصلوهم بدم بارد.. وهم من خيرة كوادر البلاد في السلك الدبلوماسي.. وهم الأفضل في العالمين.. العربي والأفريقي.. ثقافة وحصافة وقيافة.. إن وجود مثل هذه الكفايات الوطنية المشبعة بقيم الوطنية والفضيلة والمروءة.. والمهنية في أرقي تجلياتها.. سيكون خصماً على وافدين جدد وقادمين (أباطهم والنجم) من كل ما يمت للعمل الدبلوماسي بصلة.. وسيكون على بلادنا المنكوبة أن تصبر طويلاً عليهم حتى يتعلموا (الزيانة) في رؤوس اليتامى.. لو كان إلى تعليمهم سبيل.. إن للسلك الدبلوماسي فنوناً بعضها بحاجة إلى دراسة وبعض إلى فراسة.. وللأسف فإن الفراسة لا تنال عبر كورسات ترعاها “البارونة كوكس”.. أو الشمطاء التي أعطاها المخلوع (ملوة من البركاوي).. أو غيرها من المنظمات الطوعية، وهي في الأصل واجهات تجمل وجه الجاسوسية (الشين)..
يا أيها الدبلوماسيون العباقرة من ضحايا فيروس كرونا السياسي السوداني.. رجاء لا تستكينوا كما استكان المؤتمر الوطني الرديء دا، تتركوا هذه المجزرة الكبرى تمر مرور الكرام.. ارفعوا أصواتكم في كل المحافل.. املأوا الدنيا بتفاصيل قضيتكم العادلة.. ومن منكم أقدر على إيصال صوته للدنيا.. أو شرح مظلمته للعالمين.. إن أي صمت منكم على ظلم آل (قحت) هو ظلم للسودان.. وإن أي سكوت منكم على تجاوزات حكومة “حمدوك” الفاشلة هو سكوت على باطل.. والساكت عليه شيطان أخرس..
