نتحدث عن غلاء الأسعار التي ظلت في حالة تصاعد مستمر ولكن المشكلة ليس في السلع الاستهلاكية التي يتم إنتاجها بالداخل ويتم ريها بالماء السوداني، ولكن المشكلة تكمن في الجبايات المفروضة على المنتجين بولاياتنا المختلفة، شكا لي عدد من تجار المانجو بالسوق المركزي من الضرائب الباهظة المفروضة عليهم أو على المنتجين بولاية غرب كردفان أو مناطق المانجو في الكرمك وقيسان وغيرها من المناطق التي تنتج كميات هائلة من المانجو في هذا الوقت، هذه الأيام تعد من مواسم الإنتاج في كل شيء الخضار والطماطم والعجور والبصل والبطاطس ولكن رغم الإنتاج الوفير إلا أن المحليات تصدر ضرائب باهظة على المنتجين مما يجعل الصنف يصل إلى المواطن بأضعاف عن قيمته الحقيقة، فالحال ينطبق على منتجي المانجو بولايات غرب السودان أبو جبيهة وغيرها من المناطق التي تحظى بإنتاج كبير من المانجو إلا أن التجار الذين يقومون بالشراء من مناطق الإنتاج بأسعار يمكن أن تكون مناسبة إذا تم بيعها على المواطنين ولكن تجار السوق المركزي ومن خلال تلك الشكوى التي حملوني إياها يقولون إن المواطن عانى الكثير في طعامه وارتفعت السلع بصورة جنونية مما يجعله غير قادر على شراء الفواكه مانجو أو برتقال أو جوافة أو غيرها من الفواكه التي من المفترض أن يتناولها أي مواطن مهما كان مستواه المعيشي، فالمشكلة أن تجار السوق المركزي كبار أو صغار أو الذين يقومون بافتراش تلك المانجو على الأقل تمكن المواطن البسيط الشراء، ولكن هناك حملات بالسوق تمنعهم من افتراشها بمعنى تتم كشة أولئك الصغار، ويطالبون الجهات المسؤولة أن كانت بالسوق أو بالمحلية أن توقف تلك الكشات حتى يتمكنوا من العيش الكريم، ثانياً أن الإنتاج الوفير من تلك الفاكهة الموسمية يتطلب من وزارة التجارة أن تفتح الاستيراد للقادرين على بيعها بالسوق العالمية بغية الحصول على عُملات أجنبية تساعد في رفد خزينة الدولة، ثالثاً يجب على نقاط الجبايات التي سبق أن أوقفها الرئيس السابق على طول الطريق من الولايات إلى الخرطوم ألا تتعرض للسيارات المحملة بالمحاصيل الزراعية مانجو أو بصل أو تمر أو قمح أو غيرها من المنتجات المحلية وفرض رسوم باهظة التكاليف عليهم، نتحدث عن معاناة الشعب والضيق المعيشي عليهم، ولكن حقيقة أن مقولة السودان سلة عذاء العالم هذه حقيقة، ولكن المشكلة في (البشر) السوداني الذي أعطى السُلطة ولكن لم يعرف كيف يتم تطبيقها، فهناك عدد من المسؤولين أو حتى الصغار الذين يقفون في مداخل ومخارج المدن فهؤلاء هم السبب الأساسي في الأزمات التي نعيشها الآن فالبلاد بها من الإنتاج الوفير، ولكن تلك الجبايات جعلت السلعة التي يكون سعرها عشرة جنيهات حينما تصل إلى المواطن يكون سعرها مائة جنيه والسبب تلك النقاط المفروضة على المنتجين أو على أصحاب عربات النقل، لذا يجب على الجهات المسؤولة بالدولة خاصة ونحن في عهد جديد لابد أن تزال كل نقاط الجبايات من الطرقات حتى تصل السلعة إلى المواطن بسعر يكون في استطاعته، كثير من المواطنين لا يأكلون الفواكه رغم أن البلاد بها من الإنتاج الوفير ولكن كيف لمواطن بسيط يستطيع شراء دستة برتقال بمائتين جنيه والسعر الحقيقي لا يتعدى الخمسين جنيها.. حتى الموز الذي يطلق عليه فاكهة المساكين الآن سعر كيلو الموز وصل أربعين جنيهاً، من الأشياء التي تعجبت لها وهي من المنتجات المحلية ووصلت أسعارها أرقاماً فلكية مثل القضيم والقنقليز حتى التبش وعيش الريف والدوم والتسالي وصلت أسعارها بصورة لن يصدقها أحد، أن الجبايات واحدة من ارتفاع تلك المأكولات فالدولة أن أرادت الاستفادة من العُملات الصعبة عليها بوقف تلك الجبايات وفتح السوق للكافة حتى يعيش الناس ويستمتع المواطن بمأكولاته من فاكهة أو مأكولات شعبية النبق والقنقليز وعيش الريف وغير ذلك.