ولنا رأي

هل ينجح الشباب في تحقيق ما فشل فيه الكبار؟

شابان من الإسلاميين “أبو بكر يوسف” و”علي عثمان” التقيتهم بمكتبي بحضور الأخوان “نجل الدين آدم” مدير التحرير والأستاذة “فاطمة مبارك” رئيس القسم السياسي والأستاذ “طلال إسماعيل”.. اللقاء كان بناء على رغبتهم وبدون ترتيب بغرض تسليم مذكرة بعنوان نداء الإصلاح والنهضة (السائحون). “أبو بكر” و”علي عثمان” يبدو عليهما أنهما مهمومان بقضايا الوطن ضمن آخرين كانوا وراء تلك المذكرة التي ظهرت للنور بعد أن كان الحديث همساً وفي سرية تامة ولقاءات هنا وهناك، ومع قيادات مؤثرة لا نقول في الدولة ولكن في الوطن أجمع، لم يحددوا لوناً أو قبيلة أو حزباً سياسياً بقدر ما كان هدفهم الوصول إلى الجميع وفي مكانهم، من خلال الحديث معهم شعرت بصدق نواياهم وكل من يقف معهم شباباً أو شيوخاً أو كهولاً.. ولكن يبدو أن تيار الشباب في ذلك هو الغالب لأن الشباب هم الذين بيدهم حركة التغيير، فكل الذي حدث من الربيع العربي في مصر أو تونس أو ليبيا كله تم عبر الشباب بينما الكبار يظهرون بعد ذلك للاستيلاء على ثمرة الشباب، ولكن شباب الإسلاميين الذين يقودون ويقفون وراء هذه المبادرة هدفهم الإصلاح ليس إصلاح الإسلاميين الذين فرقت بينهم السبل بعد المفاصلة في عام 1999م، ولكن الهدف الآن أكبر من فئة أو جماعة فالهدف الوطن الذي بدأ يتمزق وينقسم، فإذا لم يسرع الجميع للملمة أطرافه فإننا لن نجد الإسلاميين ولا الوطن، ولذلك فهمت من أولئك الشباب أن دعوتهم صادقة وليس لها سقف محدد أو معنى فقد بدأوا بلقاءات مطولة مع الشيخ الدكتور “حسن الترابي” الأمين العام للمؤتمر الشعبي وقد أنصت واستمع لأولئك الشباب بكل أحاسيسه وجوارحه وكانت له بعض الملاحظات كما تسلم منهم تلك المذكرة. كما سلما المذكرة أيضاً للأستاذ “الزبير أحمد حسن” الأمين العام للحركة الإسلامية واستمر اتصالهم بالقيادات فالتقوا بالدكتور “غازي صلاح الدين” والأستاذ “كمال عبد اللطيف” والدكتور “قطبي المهدي” ولن ينسوا أحداً من القيادات إن كانت حزبية أو غيرها، وحتى الحزب الشيوعي والبعثي والناصري وكل الوطنيين من أبناء هذا الوطن سيتم اللقاء بهم حسب حديث أولئك الشباب الذين كانوا أكثر حماساً في حديثهم معنا، وقالوا إنهم ذهبوا إلى مدينة بورتسودان وتحدثوا مع قيادات أحزابها وأنصتوا واستمعوا بأعين وفؤاد مفتوح. إن المبادرة التي بين أيدينا هدفها الإصلاح ليس إلا، وقابلة للحذف والإضافة والتعديل والتصويب حسب ما جاء فيها، ولا أعتقد أن ما جاء فيها ليس قابلاً للنقاش لا بل قابل للنقاش طالما الجميع مؤمنون بعملية الإصلاح من أجل الدولة والوطن، وحسب ما جاء على لسان أولئك الشباب فإن الحركات المسلحة وغيرها كلها ستكون محل نقاش وحوار من أجل الوصول إلى رؤية مشتركة تحاول لملمة جراحات الأمة واستخدام الضمادات لوقف النزيف قبل إن يتدفق إلى مواقع أخرى قبل أن يشعر به أحد.
إن النداء الذي أطلقه الشباب ومن يقف وراءهم هو دعوة في ظني صادقة ومن قلوب مؤمنة وصادقة، فنأمل أن ترى تلك الجهود أذناً صاغية من الكبار لأن المشكلة في الكبار وليس الصغار.
وهؤلاء الشباب ليس وراءهم شيء يخشونه بقدر ما هم يعملون من أجل الإصلاح ولذلك يقتحمون كل الأبواب ولم ينسوا باباً واحداً لم يدخلوه حتى باب السيد رئيس الجمهورية وباب الإمام الصادق المهدي” و”الميرغني” وكل الأبواب من أجل أن نجد وطناً آمناً ومستقراً فهل يستطيع أولئك الشباب أن يحققوا آمال وتطلعات الأمة التي عجز عنها الكبار بالتأكيد نعم ونحن نشد من أزرهم ونقف معهم قلباً وقالباً وما التوفيق إلا من عند الله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية