ولنا رأي

لا تجعلوها سُنَّة يتضرر منها الآخرون!!

صلاح حبيب

بدأت الحكومة في إقالة عدد كبير من الوكلاء وكبار المسؤولين في الدولة؛ بحجة التعاون مع النظام السابق أو أعضاء في المؤتمر الوطني، ولكن حتى لا تكون سنة يتضرر منها الآخرون، يجب أن تراجع الدولة قراراتها قبل أن تتخذها، فالإنقاذ حينما جاءت أطاحت بالعديد من أبناء الوطن المخلصين، وشردت العديد منهم بسبب الانتماء إلى الألوان السياسية المختلفة.. فاللون السياسي يجب ألا يكون محلاً لتشريد الذين تعبت الدولة في تأهيلهم وتدريبهم. فالسودان ومنذ الاستقلال معظم العاملين في الخدمة المدنية لهم انتماء سياسي، ولكن الانتماء ليس حجة في الإقالة، إذا حدث التغيير، ففي انتفاضة أو ثورة (رجب/ أبريل) ثار الناس حول جهاز الأمن، وبجرة قلم تمت إقالة العديد من منسوبيه، على الرغم من الأموال الطائلة التي خسرتها الدولة في تأهيل أولئك الضباط وصف الضباط، فالانفعال قد لا يجعل متخذ القرار في كامل وعيه في تلك اللحظة. نحن الآن أمام حكومة جديدة، ووضع جديد يحتم علينا أن نتروى قبل أن نفقد عدداً من الحادبين على مصلحة الوطن، بمثل تلك القرارات العشوائية، وبعملية التشفي من هذا الحزب أو ذاك سنصبح في كل عملية تغيير نتشفى ضد بعضنا البعض، قبل أيام نشر في مواقع التواصل الاجتماعي كشف يضم العشرات من السفراء بوزارة الخارجية قيل إنهم تم الاستغناء عنهم، لأنهم يمثلون النظام البائد، فنظرت إلى الكشف الذي قيل إنه كشف المقالين، فسألت نفسي إذا كان هذا هو العدد المقال، فمن بقي بوزارة الخارجية من السفراء، صحيح الإنقاذ عندما جاءت أدخلت عدداً كبيراً من الموظفين في السلك الدبلوماسي، منهم من دخل من بداية السلم، ومنهم من ألحق بدفعته، إن كانوا في إحدى الوظائف الأخرى، فالكشف الذي نُشر ربما لم يتبقَّ لمن فيه إلا عدد من السنوات القليلة، وربما أقل من الفترة الانتقالية.. لذا فإن حالة التشفي لدى السودانيين يجب أن نضع لها حداً؛ حتى لا نخسر خبرات صرفت عليها الدولة آلاف الدولارات..إن الولاء السياسي شيء، والعمل الوظيفي شيء آخر، فعلى الحكومة الحالية أن تسن سنة حسنة نهتدي بها في كل مراحلنا القادمة، فكل من أثرى من مال الدولة يجب أن يحاسب، وكلنا يعرف كيفل أثرى هذا الموظف.. ومن أين أتى بكل هذا المال، وكل واحد معروف لدى أسرته وأقرانه وأصحابه وأهل بيته، فمن ظهر عليه الثراء يمكن أن يكتشف من خلال مرتبه الذي يتقاضاه؛ ولذلك على الحكومة ألا تفقد خبرات بسبب الولاء السياسي، فكم من خبرات فقدتها الدولة، واستفادت منها دول أخرى إن كان على مستوى العمل الأمني أو الشرطي أو غيرها من الوظائف التي أقيلت من مناصبها بسبب الولاء الحزبي أو غير ذلك. نحن الآن في مرحلة جديدة يجب أن ننسى الماضي بكل ما يحمل من خير أو شر، فالفترة الانتقالية التي حدد عمرها سوف تأتي بنظام حكم جديد، فلا نريد للنظام القادم أن يعمل على إقالة الطاقم الموجود بسبب الانتماء إلى الحرية والتغيير أو المهنييين، أو غير ذلك من المنضوين في تلك المنظومات، يجب أن نعمل على إزالة الاحتقان، وأن نؤسس لسودان جديد ولخدمة مدنية، بعيداً عن الولاءات السياسية، فالبقاء للكفاءات بدلاً من تغذية الخدمة المدنية بتلك الولاءات.. ويجب أن يحس كل شخص، وهو في وظيفته بالأمن والأمان والاستقرار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية