الآن وقد بدأت حرب الأعصاب بقدوم الميزانية الجديدة للعام 2020م، ومع كل التحولات المفصلية التي شهدتها البلاد نتيح هذه المساحة للخبير المالي المعروف الدكتور “عوض الكعيك” ليقول كلمته في هذا الأمر الشديد الأهمية
) عزيزي د. “خالد لقمان”
دائما أتابع عمودك اليومي (ربع مقال) لما أجد فيه من مواضيع تهم الوطن في هذه المرحلة الحرجة والمهمة من تاريخ السودان الحديث، وأجد في كلماتك الصدق والوطنية وحب الوطن…لذا إن كان لا مانع لديك أن أطل على قرائك الأعزاء مشاركاً لك ولهم، عبر هذا الموضوع الذي أراه مهماً، والذي أتوقع أن تقوم إدارة الموازنة بوزارة المالية الاتحادية بإصدار منشور الموازنة للعام٢٠٢٠، وفقاً للمعايير الدولية المعمول بها، خاصة ونحن مقبلون على انفتاح على بوابة العالم المالية والاقتصادية، وننشد التعامل عبر آليات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، عبر مؤسساتنا بوزارة المالية وتبني الشفافية والوضوح، وهي مؤشرات ملزمة من كل الأطراف المعنية من دون مجاملة، كما حدث عند إعداد موازنة البرامج والأداء للعام الحالي التي طرحها “معتز موسى” رئيس الوزراء في العهد البائد، باعتبارها موازنة حديثة، وهي في الواقع تطوير للموازنة التقليدية قبل مائة عام، وأرى أنه تمت مجاملته بكل أسف من مسؤلين كبار في التخطيط الإستراتيجي ووزارة المالية، رغم اعتراض البعض منهم أثناء الورش المقامة، وهذا ما أدى إلى ربكة كبيرة في إعداد الموازنة مع اختلاف الوحدات المركزية والولائية في تطبيقها، وهذا بسبب مجاراة الساسة في قراراتهم التي لا تستند إلى الخبرة والدراية الكافية، ومحاولة معالجة المشكلة الآنية دون النظر للعواقب التي تنتج عن مثل هذه القرارات المصيرية وما ينتج عنها ومن هكذا أفعال… الكفاءات المعنية في هذه الفترة الانتقالية أكيد ستكون خير عون للجهاز التنفيذي عند التطبيق، ولابد أيضاً أن يكون الجهاز التنفيذي عند المرتبة الثانية أكثر خبرة ودراية وتخصصاً، وملماً بكل المنشورات المالية والمحاسبية المتطورة والحديثة الصادرة في هذا الشأن؛ حتى تكتمل الصورة عند التنفيذ خالية من العيوب والشوائب…نأمل أن يصدر المنشور قبل وقتٍ كافٍ؛ حتى تقوم اللجان بأداء واجبها نحو الموازنة بكل كفاءة واقتدار)…
شكراً لك دكتور “عوض الكعيك”، ونتمنى أن يجد ما تقدمت به أذناً صاغية ..