ولنا رأي

أين هذه الرياضة التي يحتفلون بها السيد الوالي؟

يشكو السيد وزير المالية الأستاذ “علي محمود” من ضعف الميزانية وقلة الواردات، ويشكو الولاة من قسوة السيد الوزير وعدم إيفائه بمتطلبات الولايات من الدعم المخصص لها، مما يثير حفيظة بعض الولاة مثل الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا” الذي عجز في إقناع المركز والسيد الوزير ليدفع التزامات ولايته مما اضطره إلى تقديم استقالته، وكذلك والي ولاية القضارف السباق “كرم الله عباس”.. ولكن لا ندري من أين يستمد السيد والي ولاية شمال دارفور هذه القوة.. ومن أين للسيد الوالي بكل تلك الأموال التي ينفقها على الوفود التي تتردد على الولاية في كل وقت؟!
السيد الوالي قدم الدعوة لعدد كبير من الضيوف للمشاركة في احتفال ضخم أقيم بولاية شمال دارفور، والاحتفال يجيء بمناسبة صعود أحد فرق الولاية إلى الدرجة الأولى.. نتعجب كيف تصرف تلك الملايين بمناسبة صعود فريق إلى الدرجة الأولى والأندية الرياضية الرئيسة بالبلاد هلال أو مريخ أو الفريق القومي دائماً تعجز عن الحفاظ على سمعة السودان، وتعود من الأدوار الأولى في البطولات الأفريقية أو العربية!! فإذا كانت هذه الفرق قاربت على الاحتفال بعيدها الذهبي أو الماسي ولم تحقق أية نتائج تذكر للوطن، فكيف يبدد السيد الوالي مال الدولة في فريق لن يتخطى فريق هلال كادوقلي أو موردة سنار أو القضارف أو أهلي شندي إذا شارك في أية مباراة ودية أو رسمية؟!
إن السيد الوالي يفترض أن يوظف تلك الأموال لاستقطاب المتمردين من الحركات المسلحة الذين يعتقدون أنهم أولى بتلك الأموال، هم وأسرهم التي لم تجد الدعم من الولاية فلجأت إلى المنظمات المختلفة وعاشت داخل المعسكرات لعدة سنوات دون أن يلتفت إليها السيد الوالي أو أية جهة لتخرجها من تلك المعسكرات حتى تحس هذه الأسر بالأمن والطمأنينة وتعود إلى قراها بدلاً عن تلك المعسكرات.
إن السيد الوالي يعيش في مقاطعة خاصة به، لذلك لن يتأثر إذا أوفى السيد وزير المالية باستحقاقات الولاية أو لم يوف بها..  وما جرى في سوق (المواسير)، ومن به من فاسدين ومفسدين يأكلون أموال الناس بالباطل كان يكفي السيد الوالي لتقديم استقالته إذا لم يجبره المركز عليها.. ولكن السيد الوالي نصّب نفسه حاكماً على الولاية وكأنما يعيش في مقاطعة أشبه بالمقاطعات الأمريكية.
الولاية تحتاج إلى الأمن والاستقرار وإنفاق المال على المحتاجين، وليس تلك الوفود التي لا يستفيد منها إنسان الولاية المغلوب على أمره، الذي يعيش حياة الذل والإهانة داخل تلك المعسكرات.
أن إنسان ولاية شمال دارفور يحتاج إلى رفع الظلم عنه وإعادته إلى قراه التي نما وترعرع فيها مستفيداً من مواردها، بدلاً عن تبديد الأموال ودفعها لغير المستحقين.
لقد لجأ أبناء الفاشر وغيرهم من الولايات التي تأثرت بالحرب إلى المركز وأصبحوا يفترشون الأرض ويبيعون ما يسد رمقهم، بعد أن فشلت ولاياتهم في تحقيق الأمن والاستقرار لهم، وأولئك الولاة يبددون الأموال ويصرفونها في (الفارغة) والاحتفالات بصعود الأندية الرياضية، والإنسان يعيش في شظف من العيش، والحركات المسلحة تعترض طريقهم وتسلب كل مواردهم إن لم تقتلهم.
السيد الوالي.. اصرف الأموال في أوجهها الصحيحة، وأزل الغبن عن إنسان الولاية، وابعد عنه الظلم حتى تعود فاشر السلطان إلى وضعها الطبيعي!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية