ولنا رأي

هل انطوت صفحة الخلافات مع الثورية؟!

صلاح حبيب

الأخبار الواردة من جوبا تؤكد أن الجبهة الثورية قد توصلت مع الحكومة الانتقالية إلى تفاهمات تطوى بموجبها الحالات التي أدت إلى الحرب خلال الفترة الماضية، أن الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه بين الطرفين سيقود إلى وقف الحرب نهائياً وإشراك الحركات المسلحة في الحكومة الحالية أو الاستعداد لخوض الانتخابات القادمة، فالحرب التي استمرت بين الحكومة السابقة والحركات المسلحة التي يرأسها “مني أركو مناوي ومالك عقار وعبد العزيز الحلو” لفترة طويلة من الزمن أخرت البلاد كثيراً رغم أن تلك الحركات كان لها مبررها في استمرار الحرب، ولكن بعد الثورة المجيدة التي قادها الشباب، ووصلت إلى محطتها الأخيرة بتشكيل تلك الحكومة الانتقالية من مجلس السيادة الذي يضم المدنيين والعسكريين والحكومة المدنية التي شكلت الأسبوع الماضي من الكفاءات السودانية فهم أقدر على تسيير دفة الحكومة والوصول بها إلى غاياتها الممثلة في تحقيق الرفاهية للشعب السوداني، إن الاتفاق الذي رعته دولة جنوب السودان سيؤدي إلى استقرار البلاد، ويساعد في عملية البناء والنهضة، بعد تحويل منصرفات الحرب وتوجيهها إلى التنمية، إن دولة جنوب السودان التي آثرت على الانفصال وتكوين دولتها المستقلة، من مصلحتها أن تستقر دولة الشمال، لأن استقرار الشمال فيه استقرار الجنوب، وحسناً فعل الجنرال “سلفا كير ميارديت” بإقناع أطراف النزاع من الحركة الشعبية قطاع الشمال للوصول إلى اتفاق مع الحكومة الحالية، فمناطق النيل الأزرق وجنوب كردفان تلك المناطق التي تعد من المناطق الملتهبة واعتبر قادتها “عبد العزيز الحلو ومالك عقار ومني أركو مناوي” أن تلك المناطق مهمشة وإنسانها لا ينعم بالأمن والاستقرار والتنمية ولكن بعد سقوط نظام الإنقاذ لا يوجد أي مبرر لهؤلاء القادة في حمل السلاح أو عدم الدخول في مفاوضات مع الحرية والتغيير أو المجلس العسكري، فالآن الجو أصبح مهيئاً للاستقرار وكان من المفترض منذ سقوط الإنقاذ أن تمتد الأيدي مع الكل من أجل المصلحة العامة، وحسناً فعل رئيس الوزراء الدكتور “عبد الله حمدوك” حينما قال في مؤتمره الصحفي لحظة تشكيل حكومته بأن الحركات المسلحة جزء أصيل من الثورة لذلك فمن هو أصيل في هذه الثورة، يجب ألا يحاول تأزيم الأمور أكثر من اللازم، لقد انطوت الصفحة السوداء وفتحت صفحة جديدة، فلابد أن يعمل الجميع سوياً للحاق بركب الأمم التي تقدمت علينا كثيراً رغم أننا من الدول التي كان ينظر إليها العالم بأنها من الدول التي يمكن أن تحدث التغيير في المنطقة من حيث الغذاء والماء، فالسودان وضع في مقدمة الدول، وما من دولة في القارة السمراء إلا وقد تمنى شعبها أن تكون بلادهم أشبه بالسودان لما لديها من موارد هائلة في مجال الزراعة والصناعة وغيرها من المنتجات الأخرى، فالكل كان يعتقد أن السودان هو سلة غذاء العالم، فهذا ليس اعتقاداً وإنما حقيقة ولكن كيف نحقق ذلك ما لم نتحد ونوقف الحروب الأهلية، فالآن اعتقد بأن الوقت قد حان لوقف البندقية والاتجاه إلى التنمية في كل ربوع البلاد فقادة المناطق في النيل الأزرق وجنوب كردفان وغيرها من المناطق التي كانت تندلع فيها الحروب الآن بهذا الاتفاق يمكن أن تتحول البندقية إلى آلة للزراعة والصناعة فأهل تلك المناطق ملوا الحرب التي شردتهم وقضت على الحرث والنسل.. فنأمل أن يكون اتفاق جوبا فيه مصلحة البلاد للانطلاق نحو البناء والإعمار وألا تكون هناك منطقة من بعد اليوم مهمشة أو تشرد أبناؤها بسبب الحرب.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية