وقبيل أن تشرع الحكومة الجديدة في تنفيذ مهامها الموكلة عقب تكوينها بعملية مخاض عسير وبعد أن أدى الوزراء القسم، أعلن السيد رئيس مجلس الوزراء الذي سيزور جوبا اليوم للقاء الحركات المسلحة، عن إمكانية تعديل الوزارة وإضافة أسماء جديدة تمثل القوات المسلحة بعد التوقيع معها على اتفاقية سلام شامل بجنوب السودان.
مما لا شك فيه أن عملية السلام هذه من أهم الملفات وقد تعثرت كثيراً في الحكومات الفائتة، لكن ومنذ أن بدأ هذا الحراك الذي أفضى للتغيير شرعت كافة الجهات في تحريك هذا الملف سواء أن كانت الحرية والتغيير أو العسكر بيد أن القدح المعلى، وهذا ما لا يستطيع أحد نكرانه ، كان للفريق أول “حميدتي” الذي وجد قبولاً من كل مكونات الحركات المسلحة ، وهذه ليست بالزيارة الأولى له لجوبا، لكن الآن وبمبادرة كريمة من رئيس دولة جنوب السودان التأمت الأطراف مجدداً بمعية عدد من أعضاء السيادي وسيلحق بهم رئيس مجلس الوزراء الدكتور “عبدالله حمدوك” ليشهد الجميع التوقيع النهائي على الوثيقة.
وإذا عدنا لما ابتدرت به المقال وهو إمكانية استيعاب أعضاء جدد في الحكومة الجديدة. لا أدري هل ذلك كان شرطاً ضمن الموافقة على وضع السلاح والانخراط في عملية سلام شامل وبالتالي التوقيع على اتفاقية السلام التي لا نعلم حتى الآن ما هي بنودها؟ أم هي محض ترضيات بإلحاقهم بمقاعد اشترطوها مسبقاً وحددوا لها نسبة معينة؟
لا بأس في أن يتقلد منسوبو الحركات المسلحة بعد الاتفاق على وضع السلاح مناصب، لكن ودنا لو كان ذلك قبيل تشكيل الحكومة، إذ كيف سيعودون لتقسيم الكيكة مجدداً وقد وزعت وانتهى الأمر، ونخشى ما نخشى أن نعود مجدداً لمعركة ذات الكراسي بين الحركات المسلحة من جهة والحرية والتغيير من جهة أخرى، بل الحركات المسلحة فيما بينها كما حدث مع قحت. ليتكم تطوون موضوع التسميات ولعبة الكراسي هذه وتشرعون فعلياً في حلحلة مشاكل البلاد التي انتظرها المواطن طويلاً، فالزمن يمضي وما زلنا في محطة التقسيمات والترضيات. كذلك على الحركات المسلحة وبعد طي مسألة السلام أن ترد ما قدم لها كعربون وسلام بأحسن منه وأعني إطلاق سراح الأسرى بالنيل الأزرق مدينة الروصيرص، وأسرى حركات دارفور من سجن الهدى، وأم درمان.
لم ينته الأمر في جنوب السودان، مدينة جوبا بالمصالحة والتمهيد للتوقيع على الاتفاقية بل صاحب ذلك أيضاً عقد مصالحة بين “سلفاكير” و”ومشار” التي قادها الفريق أول” حميدتي” الذي استطاع وبحكمته المعهودة ودرايته بهذه الملفات الجمع بين الخصمين ما يؤدي إلى الاستقرار في دولة جنوب السودان وبالتالي السودان. بيد أن ذلك وحتى يكتمل يلزمه عدم إيواء ودعم الحركات المسلحة والجبهة الثورية وتقديم المال لهم ، والذي كان أحد أهم الأسباب التي ساهمت في عدم استدامة السلام في البلدين، وبالمقابل يجب على السودان ألا يدعم حركات الجنوب المسلحة، فكل ذلك مقرون مع الاتفاق السياسي للحكومة مع الحركات المسلحة سيعزز من إمكانية وتحقيق السلام.
“٢”
أطلعت على عدد من الصور تظهر السيد رئيس الوزراء بجلال قدره وعدداً من السادة الوزراء مع أحد الثوار إبان الاعتصام والتظاهرات وهو بالمشفى. لا بأس من زيارة هؤلاء وقد تطرقت لذات الأمر خلال هذه المساحة قبيل مدة وأنا أدعو الثوار والناشطين وقادة قحت للجرحى الذين سقطوا في تلكم الأيام وقد أهملوهم أو نسوهم مع جوقة الثورة ولم يلتفت أو يعينهم سواء مادياً أو معنوياً أحد.. لكن أن تقوم جل الحكومة وبقيادة ربانها لزيارة ناشط لهو أمر مقلق. فإن كنتم ستتبعون مثل هذه التصرفات فعليكم بزيارة كل المشافي الحكومية والخاصة فستجدون أمثال “شوتام ” كُثر ووضعهم والظروف التي إلى دفعتهم المشافي أسوأ..( يعني نحن ندعوك يا سعادة رئيس الوزراء لكبح جماح نشاط منسوبيك نلقاك فايتهم بهناك) رجاءً خليكم قدر المسؤولية وركزوا في المهام الأساسية التي جئتم من أجلها وخلونا من حركات ” الشو” دي وإن كان لإرضاء الذين ثاروا والشارع فهم راضون وحامدون الله، فقط ينتظرونكم لما يلي معاش أهليهم.