الحديث الذي أدلى به نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول “محمد حمدان دقلو”، قائلاً: (ياريت ما فضينا منطقة كولمبيا) بمعنى أن عملية الفض هي التي أدت إلى تلك الكارثة التي يدفع الجميع الآن ثمنها، وهنا ومن خلال مقولة الفريق “حميدتي” ذكرتني بواحدة من الأمهات التي كانت تبحث لها عن عروس لولدها الذي طال اغترابه وهي تريد له امرأة ذات نسب وحشم وجمال وجاه، ففي كل مرة تصف لها أسرة بها المواصفات المطلوبة تلبس ثوبها وتسوق بناتها لمعاينة الأسرة ذات الحسب والجاه والجمال، فكلما تمشي تجد المواصفات غير مكتملة،وفي يوم من الأيام تم وصف أسرة لها ببناية متعددة الطوابق وأسرة فاضلة، فذهبت الأم مع بناتها إلى تلك الأسرة وبعد القعدة والونسة سألت عن البنات، فقالت ليها نامن، لكن لازم أصحيهم ليك ،فذهبت صاحبة البيت فصحت البنات فجاءت كل واحده تدعك في عيونها، فنظرت المرأة إليهن فلم يعجبها الشكل، فقالت في سرها أريتك ما صحيتيهم أريتك ما صحيتيهم وخرجت تحمل الأسى في نفسها ، وها هو الفريق أول “حميدتي” وبعد أن تم فض الاعتصام وسبب كوارث للمجلس العسكري وسيقت الاتهامات ضده، ندم على فض منطقة كولمبيا التي كانت السبب الرئيسي في كل تلك الاتهامات، فلو ترك المنطقة بكل سوءاتها ما كان حصل الحصل ولا طالته تلك الاتهامات التي أخذت من قواته الكثير، إن عملية فض الاعتصام كانت جريمة فمهما قيل عنها وعن المصائب الفيها ما كان وصلت إلى تلك الجريمة التي ارتكبت في حق الأبرياء من أبناء الشعب السوداني وحتى أصحاب الرذيلة أو الذين يتاجرون في المخدرات كان بالإمكان أن يزالوا بطريقة تجنب البلاد والعباد تلك الجريمة، إن الفريق “حميدتي” قد تضرر كثيراً من عملية الفض، فكل الاتهامات الآن وجهت إلى الدعم السريع، لذا قال (يا ريت ما تم فض منطقة كولمبيا)، التي كانت قاصمة الظهر لهم وللمجلس العسكري رغم أن النيابة برأت المجلس من عملية الفض ، لذا على الفريق “حميدتي” أن يقوم بنفسه بتتبع الذين استهدفوه وأرادوا أن يشوهوا صورته أمام المجتمع، فمثل هذه الاتهامات لن تُمحى بسهولة، فالشباب الثائر الآن كلما تذكر القيادة العامة مقر الاعتصام تتبادر إلى ذهنه قوات الدعم السريع معتبرها هي الجهة الوحيدة التي قامت بالفض، وهي الجهة الوحيدة التي ارتكبت تلك المجزرة، وليس من طريقة لتحسين تلك الصورة إلا بكشف تلك الجهات التي عملت على تشويه صورته في المجتمع، إن قوات الدعم السريع التابعة لنائب رئيس المجلس العسكري لولاها لما نجحت الثورة، فالدعم السريع هو الجهة الوحيدة التي وقفت إلى جانب الشعب، فالكل كان يدرك أن تلك القوات كانت أعدت لحماية نظام الإنقاذ وحماية الرئيس السابق “البشير” شخصياً ، فلم يعرف الثوار ولا بقية الشعب السوداني أن تلك القوات ربنا جعلها تكون حماية للبلاد والعباد من دماء كثيفة كان ممكن أن تسيل إذا كانت فعلاً تلك القوات ادخرها الرئيس السابق لحمايته، لذا فإن الاتهامات الموجهة إلى تلك القوات مقصودة، فكان ينبغي على الفريق “حميدتي” أن يعمل على كشفها أو تعريتها حفاظاً له ولقواته من تلك الاتهامات التي شوهت صورتها، ويا ريت ياسعادة الفريق “حميدتي” ما كان فضيتوا كولمبيا على الأقل كان حفظت لتلك القوات مكانتها ويا ريت كانت تلك المرأة ما صحت بناتها على الأقل كان حفظت صورتهم الجميلة في مخيلتها..
اشترك بالنشرة البريدية ليصلك كل جديد
مقالات ذات صلة
شاهد أيضاً
إغلاق