عز الكلام

أول الغيث قطرة!!

أم وضاح

وجه المجلس العسكري بتأميم شركات المؤتمر الوطني ومن ثم إعادتها للدولة ليؤكد بمثل هذه القرارات الكبيرة أنه يمضي نحو تمهيد الأرضية الصلبة للدولة المدنية التي ينتظر شعبنا أن تحقق شعارات الحرية والعدالة والمساواة، ودعوني أقول إن الثلاثين عاماً الماضية، شهدت الكثير من التجاوزات التي استفادت منها هذه الشركات والأفراد الذين يديرونها، ولعبت دوراً كبيراً في الكارثة التي أصابت اقتصادنا الوطني وأوصلته إلى هذا المستوى من التدهور المريع، وعلى فكرة الوباء الذي ضرب جسد هذا البلد وتمكن من مفاصله يحتاج إلى عمل جبار وإرادة حقيقية لكشف (التربيطات والمؤامرات) التي حيكت ضد وطن كامل وأمة عريضة بسبب الطمع والمصالح الشخصية التي استباحت الحق العام وعاثت فيه فساداً، وإن كان المجلس العسكري قد بدأ السير في الطريق الصحيح بتأميم هذه الشركات، فهناك طريق آخر لا بد أن يفتحه وبالبلدوزر وأقصد طريق المصارف والبنوك التي كان انهيارها واستباحتها هي بداية النهايه للاقتصاد السوداني، وهو طريق شائك ومتشابك ويحتاج أن يستعين المجلس بآلياته المختلفة بالخبراء من المصرفيين الوطنيين الخلص القادرين على كشف التجاوزات التي حدثت والمعاملات المصرفية التي ضربت بعرض الحائط كل القوانين والأعراف المصرفية، وهو فيضان لم يستثنِ إلا مصارف ربما أقل من أصابع اليد، لأنه لم يكن أحد يجرؤ أن يخالف السلطة والسلطان، ورفع سماعة الهاتف وحده كان يكفي لتمرير أي معاملة من المعاملات وتمرير المرابحات وأشكال التمويل من كل شكل ولون، لذلك لا بد من القول إن البرنامج الاقتصادي القادم لا بد أن يقوم على أرضية نضيفة خالية من العوائق والمخلفات، لا سيما ذات الرائحة النتنة التي نخشى أن تفسد كل ما يجاورها أو يقترب منها، وعلى فكرة مثل هذه القرارات تجد التجاوب والدعم والسند من الشارع السوداني الذي وحده يعلم الحقائق ويتجرع المرائر، لكن لم يكن للأسف في يده ما يستطيع أن يغير به الأحوال في ظل أجهزة دولة إما ضعيفة أو متواطئة، وفي ظل وجود برلمان لم يستطع أن يوقف مد الفساد أو يجرؤ على فتح ملفاته بشفافية فانتهكت أموال شعبنا ونهبت جهاراً نهاراً، لذلك لم يكن هذا الغضب العارم وليد صدفة ولا مجرد ضربة حظ، هذا غضب ضاعفته الغبينة والظلم والملايين من الشباب ظلوا عطالة بلا عمل ولا مستقبل، وفئة قليلة اغتنت وتمددت وطارت بجناحي الثراء من الثرى نحو الثريا، وضاعت الآمال وانكفأ الشباب على مشاعر الحزن والألم ولاكوا الصبر والعلقم المر في انتظار أن يتبدل الحال، ولما لم يتبدل بدلوه رجالة وجسارة وقوة عين، فكانت ثورة ديسمبر العظيمة التي لن تكتمل أهدافها ما لم يسند ضهرها المجلس بمثل هذه القرارات التي هي كما أول الغيث قطرة، نرجو أن يتحول إلى فيضان يغسل شوارع المدائن من ما علق فيها من قاذورات الفساد والمحسوبية والظلم الذي طال الغلابة وحول صباحاتهم الندية إلى ليل طوله ثلاثون عاماً، آن الأوان أن تشرق عليهم شمس الحق والعدالة.
} كلمة عزيزة
في تصريحاته لهذه الصحيفة أمس، هوّن السيد والي شمال كردفان، اللواء “الصادق الطيّب عبد الله” من كارثة تهدم طريق أم درمان بارا، ووصفها بأنها أخطاء فنية، وهو لعمري أمر يدعو للدهشة، لأن هذه الأخطاء يفترض أن لا تقع فيها شركة صغيرة، ناهيك عن شركة كبيرة كالتي قامت بتنفيذ الطريق، لا سيما وأن إرادة الله الغلّابة، جعلت هذه الكارثة تقع في هذا الوقت حتى لا تتحمل الحكومة الخسائر، لأن فترة الضمان لم تنقضِ، وبصراحة لا أدري فترة الضمان دي كم التي ينهد فيها طريق أقرب للقاري، فترة ضمانم كم يا سعادة اللواء والتلاجة فترة ضمانها خمس سنوات، الله غالب.
}كلمة أعز
كل عام وشعبنا العظيم بألف خير، وكل عام وبلادنا أكثر شموخاً وعزة وكرامة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية