ربع مقال

لا لإقصاء الإسلاميين ( 2) .. !!

د. خالد حسن لقمان

بالأمس تداخل علي عدد من القراء حول ما كتبته هنا تحت هذا العنوان وقد كان من أبرزهم من تحدث عن مبدأ المحاسبة كشيء طبيعي لمن أجرم وسلك سلوكاً ضد البلاد والعباد .. وقد كان ردي على هؤلاء إن هذا أمر طبيعي لابد منه بل إنه أحد مطلوبات هذه المرحلة على وجه حتمي .. ولكن ما تحدثت عنه بالأمس هو ذاك الإقصاء العام الذي يدخل الجميع في دائرته فيصيب به من يصيب دون أي انضباط مهني أو أخلاقي وهو أمر سيؤدي إلى حالة من الانقسام المجتمعي وإلى ما وصفته بالأمس بـ( التشظي) وهو ما سيقود حتماً للفعل المضاد الذي سيجد فيه من تم إقصاؤه دوراً يقوم به وحقاً يسترجعه ويدافع عنه، ونحن في هذه الفترة نمر بمرحلة مفصلية هامة للنهوض بهذا البلد بما يعني حاجتنا للحمة مجتمعية كاملة غير منقوصة تجلب علينا مزيداً من النزاعات والخصومات .. فالمطلوب إذاً هو ترك هؤلاء الإسلاميين وإعطائهم الفرصة ليقوموا بمراجعاتهم الفكرية والحركية و التنظيمية ليحاسبوا من يحاسبوا ممن شكلوا تلك الآلية النفعية الفاسدة بينهم ، وهؤلاء لا يمثلون غالبية الإسلاميين بل على العكس هؤلاء حفنة قليلة من النفعيين الذي استولوا على الحركة الإسلامية وأقعدوا بدورها وأخرجوها من المجتمع وما كانت تقوم به في إطار التربية والتوجيه وتزكية المجتمع، وهذا الأمر يبدو شديد الأهمية للجميع خاصة لمن سيحكمون خلال الفترة المقبلة من قوى الحرية والتغيير إذ عليهم أن يشجعوا على مثل هذه المراجعات الحركية والفكرية والتنظيمية من قبل كافة التنظيمات السياسية لتتهيأ جميعها لمرحلة الاستحقاق الانتخابي، وفي هذا الجميع يحتاجون لمثل هذه المراجعات خاصة الأحزاب الأيديولوجية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار .. والمدهش أن هؤلاء الإسلاميين والذين ترك جُلهم الحركة الإسلامية مُنذ بداية التسعينات سيجدون أنفسهم وقد تم إقصاؤهم مرتين .. المرة الأولى جاءتهم من أولى القربى الذين سرقوا حركتهم و(اعتقلوها ) و( سجنوها ) وأقعدوا بدورها، والمرة الثانية ستكون الآن إذا ما مورس عليهم إقصاء جديد .. لذا أيها السادة اتركوا الإسلاميين في حالهم ليجلدوا ذاتهم جلداً دامياً يعودوا بعده للصف الوطني حين تنطلق صافرة الاستحقاق الانتخابي ويقول الشعب كلمته .. هذا هو الوطن الحر الذي نريده .. حرية .. سلام .. وعدالة ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية