ولنا رأي

إلى متى مع عذابات الكهرباء؟!

ظلت الكهرباء بولاية الخرطوم في حالة يرثى لها من عمليات القطع المستمر ليل نهار ولم نعرف حتى الآن الأسباب الحقيقة لهذه القطوعات المستمرة، هل فعلاً من عمليات التوليد المائي أم بفعل فاعل؟، لقد شهدت البلاد استقراراً في سلعة الكهرباء طوال الفترة الماضية ولم تكن القطوعات بهذه الصورة التي نحن عليها ، فالإنقاذ ورغم التوسع الكبير الذي شهدته البلاد في الولاية وولايات السودان المختلفة ومد خطوط الكهرباء وإدخال الكثير من القرى والمدن في الشبكة القومية، ولكن ما يحدث هذه الأيام يدعو إلى التعجب، فما الذي حدث، هل قل التوليد إلى درجة الصفر؟ أم أن الأمطار في الهضبة الإثيوبية لم تكن كما كان في السابق؟ أم أن عملية التغيير التي حدثت والقائمين على مفاصل الكهرباء من النظام السابق هم من يقومون بالذي يجري الآن من قطوعات مستمرة لا تفرق بين الليل أو النهار ، إن الجهات المسؤولة من الكهرباء لم يفتح الله عليها بتوضيح يشفي غليل المواطنين الذين لا يعلمون الأسباب التي أدت إلى تلك القطوعات المستمرة، إن الكهرباء هي الحياة بالنسبة للإنسان في معيشته أو غيرها مما يحتاجه لها في بقية أموره المختلفة في الصناعة أو الزراعة، إن كثيراً من بلدان العالم لا تعرف التوليد المائي، ولكنها لم تتأثر بأي قطوعات في الكهرباء، فنحن في السودان نستخدم التوليد المائي والحراري، ولكن لا المائي مستقر ولا الحراري مستقر، فالناظر إلى الكهرباء في السودان نجدها عكس الموجود في العالم، فإذا كانت الكهرباء في مدن العالم المختلفة قطعت لمدة دقيقة نجد الخسارة التي سببتها تلك الدقيقة مليارات الدولارات، ولكن في السودان أحياناً تقطع الكهرباء لمدة أربع وعشرين ساعة، ولا نعرف كم الخسارة التي سببتها تلك الفترة بل حتى المواطن لا يعرف حقوقه نتيجة للخسارة التي حدثت له في الأجهزة المختلفة، فكم من ثلاجة وجهاز تلفاز وغيرها من الأجهزة الكهربائية التي تضررت بزيادة التيار الكهربائي الذي أتى فجأة إلى المنزل بعد القطوعات المتكررة، أذكر في دولة قطر سبق أن قطع التيار الكهربائي بضع ساعات فما كان من جهاز الدولة إلا وأقال كل طاقم الكهرباء بالبلد، بالأمس انقطع التيار الكهربائي عن الصحيفة لما يقارب عشر ساعات تقريباً، وقبلاً كان التيار غير ثابت يعلو ثم يهبط ثم زاد فجأة أكثر من المعدل مما تسبب في حرق ثمانية أجهزة كمبيوتر إضافة إلى أجهزة تصميم وجهاز النت والشبكة الداخلية، خسارة قدرت بآلاف الجنيهات في لحظات، فمن المسؤول عن تلك الخسائر، وهل إذا رفعت الصحيفة دعوة إلى النيابة سوف تكسب تلك الشكوى، أم أن إدارة هيئة الكهرباء ستدخل لينا بحمد وتخرج بخوجلي ، المواطن السوداني حتى الآن لم يعرف حقوقه، وكيف يكسبها إذا تضرر من الدولة، ففي الأيام الماضية رفع أحد المواطنين شكوى ضد الجهات المسؤولة عن النت فلم يصدق أحد أن القضاة سينصفه، ولكن القضاء كان عادلاً فحكم للشخص وكسب الشكوى، فاليوم وبعد أن أصبحت لدينا الحكومة المدنية يفترض ألا يخاف أي شخص من مقاضاة الحكومة، خاصة وأن الكثيرين تضرروا من قطوعات الكهرباء، بل إن الجهات المسؤولة عن الكهرباء لا تبالي إن جاء التيار عالياً أو منخفضاً ومدى تأثر المواطن بتلك الزيادة أو النقصان، فإذا عرف المواطن حقوقه فلن يفرض فيها مرة أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية