ربع مقال

لا لإقصاء الإسلاميين .. !!

د. خالد حسن لقمان

.. لا يجب أن تتجه أفكار البعض إلى فكرة إقصاء الإسلاميين وإخراجهم تماماً من المشهد أياً كان هذا المشهد سياسياً أو اجتماعياً أو إعلامياً أو غير ذلك فهذه الفكرة بطبيعتها عقيمة وصماء وذات مردود سالب وما اتجه إليها أحد في أي مكان وأي زمان إلا وأحدثت دماراً أخلاقياً مريعاً أدى في نهاية المطاف إلى وأد الثورات وحركات الإصلاح التي جاء بعض قادتها بمراراتهم القديمة، وأرادوا أن يذيقوها خصومهم فإذا بالقدح كله يطفح ويملأ أرض التغيير التي أرادوها ليحيلها إلى حالة من التشظي المجتمعي نتيجة للفعل والفعل المضاد.. وأن كان الإسلاميون قد مارسوا الكثير من هذا الإقصاء ضد خصومهم فهذه بلا شك خطيئة تاريخية تحسب عليهم بما ترتبت عليه من تداعيات سالبة على من تأثروا بها أفراداً وأسراً وجماعات .. هذه حقيقة إلا أن محاولة بعضهم الآن إعادة إنتاج فعلهم هذا لن تؤدي إلى أية نتيجة في صالح التغيير الذي تم بل على عكس ذلك تماماً في ظل حالة من التمكين استمرت لسنوات طويلة إذ ستستعر خلال الفترة الانتقالية القادمة حرب الفعل والفعل المضاد في وقت حرج ودقيق نطمح فيه لتأسيس دولة السودان الحديثة القائمة على القانون والحقوق والواجبات، وليكن هذا هو الرد الأبلغ على من أقصي وظلم وأبعد من غير وجه حق ومن غير عدالة .. والإسلاميون الذين عرفهم تاريخ هذا البلد ليسوا كلهم على سوء الأخلاق وسقطها بل على عكس ذلك فهم في غالبهم ملتزمون عقدياً وأخلاقياً وشديدو الحرص على الاستقامة وقد ساهموا بفعالية كبيرة في دفع ممسكات المجتمع القيمية وبنائها، ومن وصمهم و(ورطهم ) من منتسبيهم النفعيين بفعله السيئ القبيح في الإقصاء والظلم واستباحة المال العام والفساد بكل أنواعه، فهؤلاء يمثلون المجموعة النفعية منهم والتي التصقت بهم بعد سنوات حكمهم الأولى التي اتصفت بالطهر وعفة اليد، وقد كان منهم آلاف المجاهدين الصادقين الذين هبوا للدفاع عن هذا البلد وقد دفعوا في سبيل ذلك بأرواحهم رخيصة من أجله، وقد ذهبت هذه الغالبية منذ وقت مبكّر إلى حال سبيلها تاركة وللأسف الأمر كله بيد هؤلاء النفعيين الفاسدين .. إذاً فليترك الإسلاميين في حالهم يعيدون حساباتهم ويجلدون ذاتهم وينقي من ينقي ضميره وليتب من يتب عن فعله وليعد من جلس منهم على الرصيف سنوات طوال وليبدأ في نشاطه دون حجر عليه إو إقصاء حتى تأتي لحظة الاستحقاق الانتخابي فتكون لهم الفرصة للنزال الشريف من جديد .. عندها سيقول الشعب كلمته قوية .. واضحة لا لَبْس فيها وعندها سيولد بحق وحقيقة وطن جديد معافى من جراحاته وآلامه ومراراته ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية